ندوة حول البعد الاثري للمكان في عجلون
انجاز – يسرى ابو عنيز
نظمت مديرية الثقافة في عجلون اليوم ندوة حول البعد الأثري للمكان وربطه بدور الثقافه في تعزيز أطر التنمية في مناطق الشفا بالتعاون مع جمعية حلاوة الخيرية ومجلس القرى الصحية
وقال مدير الثقافة سامر فريحات الذي رعى فعاليات الندوة ان اقامة مثل هذه الندوات يساهم في تعريف ابناء المجتمع المحلي باهمية الثقافة والاماكن الثقافية والاثرية مثمنا جهود القائمين على نجاح فعاليات الندوة والتعريف باهم المعارف والمعلومات للمناطق الاثرية والتي تتميز بالطابع الثقافي في تقديم ما يهم الثقافة والتراث والسياحة ،كما دعا لحفظ الثقافه والآثار والبعد الثقافي لأي مكان والذي يرتكز عليه كل شيء.
واستعرض مدير آثار عجلون الدكتور اسماعيل ملحم ابرز اعمال الترميم التي جرت دائرة الآثار العامة الأردنية في وادي زقيق الواقع قرب بلدة حلاوة عن مخلفات أثرية مهمة من العصر البيزنطي والتي تتمثل بالكشف عن أرضيات فسيفسائية لكنيسة في خربة الطنطور تؤرخ لحوالي سنة 525 ميلادي مبينا أن هذه الأرضية تتضمن نقشا كتابيا يذكر اسم بلدة حلاوة بلفظ (كلاوة) وجدد بنات هذه الكنيسة سنة 642 ميلادي مع بداية الفتح الإسلامي للمنطقة.
وأشار مدير آثار عجلون أن التنقيبات منذ عام2021 ميلادي كشفت عن أرضيات فسيفسائية لعناصر هندسية ونباتية وطيور وأسماك في بقايا بيت ريفي في سفح وادي زقيق يؤرخ لنهاية القرن السادس وبداية القرن السابع ،حيث عملت دائرة الآثار العامة على صيانته وترميمه.
واكد ملحم على الأهمية الأثرية لموقع مار الياس وضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية من قبل المجتمع المحلي،وأهمية الثقافة الأثرية في تصحيح المفاهيم الخاطئة تجاه فهم التاريخ،محذرا في الوقت نفسه من القصص المأخوذة من التوراة لكونها عبارة عن أساطير ولا علاقة لها بتاريخنا.
وقال المؤرخ والمحاضر في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور إيهاب نجادات إن الأردن وشعوبها ذكرت أكثر من غيرها في الكتب المقدسة كأرض ونهر وأسماء شعوبها ،كما ذكرت عجلون وجبلها ومدنها من خلال إسمها القديم وهو بلاد جلعاد المقدسة والمدن العشرة لاحقا مشيرا الى ابرز الحضارات في جبل عجلون قبل الميلاد ومنها حضارة العماليق الحبابرة(عرفوا بإسم الزمزميون)ومن أهم أثارهم في شمال المملكة ،ومنطقة عجلون هي الصخور الكبيرة المسماة بالدولمنز وعرفوا أيضاً بإسم الزوزيون وهناك من يقول أن لطول قامتهم علاقة بالإسم .
واكد نجادات على أهمية منطقة محنا(محنايم) المدينة الكبيرة الجميلة المحاطة بالغابات من كل اتجاه ومذكورة في التوراة أنها كانت مسكن لسيدنا يعقوب ثم مدينة الملجأ لسيدنا داوود عليه السلام ،كما زار سيدنا عيسى عليه السلام وأمه منطقة عنجرة مبينا أن في منطقة حلاوه كنيستان أثريتان حيث قرأ فوزي زيادين من دائرة الآثار العامة منها نقشين الأول يشير إلى الكنيسة المقدسة في منطقة (كلاوة)أما النقش الثاني في وادي زقيق كما عثر على نقش آخر في الطرف الغربي من الصحنووفقا للباحث زيدون المحيسن فإن بناء الكنيسة يكون سنة642 ميلادي حيث ورد في هذا النقش إسم الكاهن سابينوس،وذكر إسم نفس الكاهن في كنيسة ديرمسمار في راجب كما يلاحظ تكرار ذكر المتبرعين من سكان وأهل المن لبناء الكنائس وليس من السلطة الحاكمة حيث كان ينتشر الدين المسيحي قبل مجيء الإسلام .
واستعرض الناشط الإجتماعي والباحث سليمان القضاة فأستعرض الآلية لإقامة مشاريع تنموية وإنتاجية في محافظة عجلون بشكل عام ومنطقة حلاوة بشكل خاص ومنها زيت الزيتون،حيث أن هناك شركات تأتي إلى عجلون وتتضمن الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون لتبيع إنتاجها خارج الأردن وبأسعار عالية مبينا ان سكان منطقة حلاوه جميعهم من المنتجين وعلى كافة الصعد،لذا لا بد من تطوير هذه الأعمال،وإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة،وحتى الكبيرة لتوفير فرص عمل وتشغيل الشباب .
ودعا القضاة إلى ضرورة الإهتمام بالبعد السياحي والأثري في منطقة حلاوه لإقامة مشاريع للحد من الفقر والبطالة،وإعادة إنتاج منطقتنا سياحيا وأثريا مبينا أن لكل منطقة من مناطقنا حكاية ولا بد من تكاتف الجهود لتشكيل حرام إيجابي مع إنطلاق الموسم السياحي،ليس في حلاوة فحسب بل في كل مناطقنا وقرانا في محافظة عجلون.
وتخلل الندوة التي أدارها الدكتور متعب نجادات على كلمات لرئيس جمعية حلاوة الخيرية الأستاذ يوسف نهار العرود مؤكدا بأن التاريخ هو متاح الحضارة من فكر وأدب وفن وسيبقى التاريخ لنا لأن هذه المنطقة كانت ولا تزال محط أنظار الجميع.
وفي نهاية الندوة والحفل الذي عقد في قاعة البلدية في منطقة حلاوة قام راعي الحفل بتكريم المشاركين في الندوة بدروع تذكارية وهم مدير اثار عجلون الدكتور اسماعيل ملحم ،والمؤرخ الدكتور إيهاب نجادات والناشط الإجتماعي والباحث سليمان القضاة والصحافية يسرى أبو عنيزكما قام رئيس جمعية حلاوة الخيرية ومجلس القرى الصحية في منطقة حلاوه بتكريم مدير ثقافة عجلون الأستاذ سامر فريحات على جهوده،كما توزيع شهادات تقدير من مجلس القرى الصحية في منطقة حلاوه على القائمين على الندوة.
وحضر الندوة عدد من سكان المنطقة ورئيسة جمعية حياتنا أجمل الثقافية كوكب نجادات وعضو لجنة المركزية رحمة زغول وعدد من التربويين والتربويات ومن الناشطين والناشطات في منطقة حلاوه.