اريدك ان تتذكر وإياك ان تنسى يا ولدي .. أن عجلون كانت وستبقى حاضرة الهوية الاردنية ورمز شموخها وعنوان عزتها!! ثابتة كصوان جبالها وراسخة مثل سنديان هضابها وسهولها ووديانها! وستبقى عصية على البرامكة ومن جاءوا بهم!! رديفة لمدننا وقرانا وباديتنا من البحر الى آخر حبة تراب من سهول حوران.
من تاريخ الاردن وفلسطين في العهد العثماني
دفتر طابو لواء عجلون يعتبر احد اهم الوثائق التاريخية للأردن في العهد العثماني و الذي قام بترجمته كل من محمد عدنان البخيت و نوفان رجا الحمود. كان لواء عجلون تابع لولاية الشام الشريف و كانت حدود اللواء من بنى كنانة وبنى جهمة وبنى الاعسر والكفارات وبنى عطية وبطينة شمالا والشوبك ووادي موسى جنوبا وشريعة الاردن والبحر الميت ووادي عربه غربا والى طريق الحج الشامي شرقا. فلواء عجلون في ذلك الوقت كان يشكل ما يسمى اليوم الاردن و يتكون من تسعة نواحي: ناحية جبل عجلون وناحية السلط وناحية الكرك وناحية غور تابع الكرك و ناحية الشوبك وناحية اللجاه (الطفيلة) وناحية وادي موسى وناحية جبل بنى حميدة وناحية بنى علوان. اما عرب لواء عجلون فكانوا بنى مهدي وعرب هتيم وعرب دميداد وعرب المحمدي وبنى صخر وعرب كريم. كان اللواء مهما تجاريا كونه يسيطر على جزء كبير من طريق الحج الشامي ومزدهر زراعيا و صناعيا فكان عدد الطواحين في اللواء 66 طاحونة.
يذكر فردريك بيك في كتابه تاريخ شرق الاردن وقبائلها ان هذه التشكيلات الادارية كانت موجودة قبل الحكم العثماني وحفظ عليها العثمانيين بعد خروج المماليك من البلاد. يشير احسان النمر في كتابه تاريخ جبل نابلس والبلقاء الى ارتبط مصير لواء عجلون (الاردن حاليا) بالمناطق المجاورة في شمال فلسطين ومنطقة حوران و بالذات لواء اللجون والزعمات المحلية في جبل نابلس مثل ال جرار و ال عبد الهادي و النزاعات بين القيسية و اليمانية. يعلق الرحلة ثومبسون شوماخيرعلى حالة انعدام الامن في سنوات ما بين 1840 الى 1850م بسبب الزحف البدوي حيث لجأ الفلاحون من قرى جبل عجلون الى تشكيل تحالفات محلية تحت زعامة اقوى العشائر فيها منهم الشريدة والفريحات. وفي التاسع و العشرين من تموز 1846م قام والي الشام برفع عريضة مشتركة الى الصدر الاعظم محمد امين رؤوف باشا باقتراح تنصيب قائم مقام في قرية العلعال لتسهيلا ادارة اللواء. بقي لواء عجلون تابع لولاية الشام الشريف حتى 1861م ليتم ضمه (عجلون, اربد, البلقاء و الكرك) ضمن لواء حوران. في عام 1868 تم فصل لواء البلقاء عن لواء حوران و في نفس العام تم ضم لواء البلقاء (ناحية بنى صعب والكرك و ناحية اللجاه (الطفيلة) والسلط و ناحية الغور) الى لواء نابلس. من عشائر الطفيلة المذكورة العوران والشرعة والمراشدة واللزوق والجوابرة والمزاودة والرويس والغيات والعمور والفضل. في عام 1910م تم تشكيل لواء بصرى اسكي (تعنى القديم بالتركية) الشام ليكون مركزه قصبة درعا واقضيته الشيخ مسكين وجبل عجلون والقنيطرة. ثم تم فصل قضاء جبل عجلون الى قضاءين: قضاء شمال عجلون ومركزه اربد وقضاء جنوب عجلون ومركزه قرية سوف وتم الغاء ناحية كفرنجة وتشكيل ناحيتان جديدتان هما ناحية الزرقاء وناحية الحصن لإعادة موازيين القوى والزعامات بالقرب من جبل عجلون واصبح سليمان باي قائمقام عجلون في 1911م. لاحقا تم استحداث ناحية جبل المعراض.