عماد المرينة بني يونس
ببالغ الحزن والأسى ، تلقينا نبأ عجز المأسوف على طفولته #صندوق_همة_وطن عن عمر يناهز أربعة شهور ، إثر حادثة جفاف ألمّتْ به حيث أدخل الى قسم العناية الحثيثة وأعُلنت حالة الطوارىء القصوى لإنعاشه ، وفي هذا المصاب الجلل نتضرع لله سبحانه وتعالى
” أن يرده الينا سالمًا معافى “
طالعتنا الأخبار المحلية قبل عدة أيام بتصريح ناري لدولة الدكتور عبد الكريم الكباريتي رئيس لجنة الإشراف على صندوق همة وطن وحديثه عن الصندوق وما آلَ اليه من موجودات ، حيث أشار دولته إلى جفاف المساهمة المقدمة للصندوق ، وضعف العزيمة لدى البعض بالتبرع هذا ما سيجعل الصندوق بعد برهة من الزمن ليست بالبعيدة ، أن يُعلن حالة الإفلاس ، وأشار دولته في حديثه عن الصندوق ، والأهداف التي وضعت من أجله ، نختصرها لكم ، بأنه من أسمى أهدافه هو دعم القطاعات الضعيفة التي تضررت بسبب جائحة كورونا ، وركز تحديدًا على قطاع السياحة.
من جهة أخرى أبدى دولته عتبًا شديدًا على الأردنيين المغتربين في الخارج ، مندهشًا لعدم دعمهم للصندوق بالشكل الذي ينبغي ووقوفهم بجانب الوطن في محنته التي ألمّتْ به.
إلى هنا انتهى الخبر وتفصيلاته حسب ما ورد من الإعلام الالكتروني.
نعود من جديد لنتحدث عن المغتربين .
هل تعلم دولتك من هو المغترب ؟
#المغترب : هو من درس على حساب والده ، ثم تخرج من الجامعة متأملًا وظيفة في إحدى مؤسسات الدولة ، ولكن للأسف خاب وخسر .
#المغترب : هو من حصل على براءة اختراع في مجال علمه وعمله ، ثم لم يحضَ بإهتمامٍ من قبل بلده ، ما اضطره الهجرة إلى بلدٍ آخر تقدر قيمة العلم والعلماء.
#المغترب : هو من أجرى كل المقابلات اللازمة لشغل وظيفة ما ، ثم تفاجأ برفضه لأسبابٍ واهنة ، وبعد البحث والتحري تفاجأ بتعيين أحد أبناء الذوات بدلًا منه.
#المغترب : هو من ترك والديه في سن الشيخوخة ، ليضرب في بقاع الأرض بحثًا عن الرزق ليعتاش به ، ليؤمّن مستقبلًا له ولأبناءه.
#المغترب : هو من ترك زوجته في عمر الورود وأبنائه الرضع ، ضاربًا في أسقاع الأرض لتأمين حياة كريمة لهم .
#المغترب : هو من ضاق عليه وطنه ، ما اضطره الهجرة عنوة ، على مبدأ غيروا العتبات ترزقون .
أعرفت دولتك الآن من هو المغترب؟!
وهل يحق لك العتب عليه بعد كل الذي ذكرت؟!
برأيي الشخصي ، لا يحق لك العتب مطلقًا على المغترب حتى وإن كان من أصحاب الملايين
وإنما العتب كل العتب ، على من نُشرت أسمائهم في مجلة فوربس ارابيا كأغنى خمسين عائلة أردنية والتي تقدر مجموع ثرواتهم بالمليارات ، إضافة لبعض المستثمرين الأردنيين الذين يسيطرون على قطاعات كلية في مجالٍ ما ، ولا يستطيع أي كان منافستهم .
العتب كل العتب على الذين بنوا خيرات أكتافهم من هذا البلد ، #فعلبة_طن_من_كل_حوت لا تؤثر عليه شيئً وهي كفيلة لسد ثغرات الإقتصاد لسنوات .
ختامًا :
أنا أستبعد من أهلي وعزوتي أبناء الأردن الشرفاء ، الذين اجبرتهم الظروف للخروج من الوطن ، أن يتركوا الوطن في محنته ، فهم النشامى الذين رَبوا وترعرعوا في كنف هذا الوطن ، فنحن راحلون والوطن باقٍ رغم أنف الجميع، والشكر كل الشكر لدولتك على صراحتك وشفافيتك تجاه هذه القضية لنميز ما بين الغثِّ والسمين
والله من وراء القصد