مما لا شك فيه أن بناء المجتمعات كافة قائم على بناء الفرد ، ولا يوجد خير من أن يُبنى الفرد من خلال تسلحه بالعلم والمعرفة ، وإدراكه لما يجول حوله في هذا الكوكب ، وإلا فسيصبح متخلفًا ساذجًا بعد برهة من الزمن ، لأن العالم في تسابق معرفي لا نظير له.
والكل منا يعلم ما نمرّ به من ظروف صعبة ليست في وطننا فحسب ، بل في العالم أجمع وهنا أود أن أتساءل : ترى ما هو دور كل واحد منّا ، لحين الخروج من هذه الأزمة؟
الجواب بلا شك سيكون في إحدى الإجابتين: #الاستسلام : وهذا سيكلفنا الكثير. #العمل : رغم التحديات ، وهذا هو محور الحديث.
عذرا على الإطالة ، وسأبدأ بالحدث والحديث . عندما قررت الحكومة تعطيل الوزارات والدوائر الحكومية في منتصف الشهر المنصرم حفاظًا على صحة المواطن ، بدأت كل وزارة تبذل ما في وسعها للحفاظ على سير عملها ضمن الإمكانيات المتاحة لها ، ومن هذه الوزارات #وزارة_التربية_والتعليم ، فلقد قامت الوزارة مشكورة ، بعمل منصة درسك للتعلّم عن بعد تبث من خلالها الدروس المحوسبة للطلبة ، عبر شاشات التلفاز الأردني ، حيث وجهت أنظار الطلبة وذويهم إلى متابعة المنصة من خلال القنوات المخصصة حسب البرنامج المعلن ، ولقد زودتهم أيضا بروابط يمكن للطالب الدخول اليها في أي وقت يشاء ، لمشاهدة ما فاته من الدروس ، وكل هذا يعتبر خطوة في المسار الصحيح لوزارة التربية والتعليم ضمن امكانياتها المحدودة ، في هذه الفترة الإستثنائية.
واسمحوا لي هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل ، لكل معلمي المملكة الأردنية الهاشمية ،الذين لم يتوانوا لحظة واحدة ، عن تقديم الدعم لطلبتهم فلقد استطاع كل معلم ومعلمة ، التواصل مع طلبته بطريقته الخاصة ، “من فيس بوك وواتسأب” وغيرها من أشكال التواصل الرقمي وتقديم معلومته ومتابعتها من خلال منصة نور سبيس التعليمية ، التي أنشأتها الوزارة لهذا الهدف .
وبقي الدور الأهم على أولياء أمور الطلبة ، لحث أبنائهم على متابعة دروسهم بكافة الطرق المتاحة لهم ، والإشراف عليهم بآداء امتحاناتهم وواجباتهم ، وأن يبقوا على تواصل تام مع معلميهم ، لكي لا يفوتهم أية معلومة ، وليكونوا حريصين على مستقبلهم كحرصهم على أنفسهم.
#ختامًا : مهما تحدثنا في مسألة التعلّم عن بعد من ايجابيات وسلبيات ، يبقى التعلّم عن بعد أفضل بكثير من البعد عن التعليم. حمى الله الأردن من كل مكروه