انجاز-شهدت العاصمة عمان يوم الأربعاء اختتام مشروع “سياسات لمناهضة العنف في بيئة وعالم العمل – مسارات آمنة”، الذي نفذته جمعية معهد تضامن النساء الأردني بدعم من شركائها، وذلك في حفل أقيم بفندق اللاند مارك وسط حضور واسع من ممثلي المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والمهتمين بقضايا المرأة.
افتتح الحفل بكلمة لرئيسة الجمعية الدكتورة إيمان الحسين، التي رحبت بالحضور مؤكدة أن الجمعية، ومنذ تأسيسها، التزمت بتمكين النساء وإيجاد مسارات آمنة تكفل لهن المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات. وقدمت المديرة التنفيذية للجمعية الأستاذة إنعام العشا عرضاً لمسيرة “تضامن” وما حققته من إنجازات، مبينة أن المشروع جاء استكمالاً لنهج متواصل هدفه حماية المرأة من كافة أشكال العنف وتعزيز حضورها في سوق العمل.
وفي كلمتها كراعية للحفل، أشادت عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتورة عبير دبابنة بما تحقق ضمن المشروع، مؤكدة أن المؤسسات قادرة على توفير بيئة عمل آمنة، إلا أن على النساء أنفسهن تحديد الطريق الذي يضمن لهن مساراً مهنياً عادلاً وخالياً من التمييز. وأكدت أن المرأة الأردنية أثبتت جدارتها وكفاءتها في التعليم والعمل، مشددة على أن تحقيق الأهداف المرجوة يستدعي تكاتف جميع الأطراف.
وقدمت الخبيرة في النوع الاجتماعي الدكتورة منى مؤتمن عرضاً شاملاً حول المشروع، استعرضت فيه إطاره العام وأهدافه، وأبرز ما تحقق من ورشات تدريبية وتوعوية ودراسات وتقارير متخصصة، إضافة إلى إطلاق دليل إرشادي يعزز الممارسات الداعمة لبيئة عمل آمنة. وتواصلت أعمال الحفل عبر جلسات نقاشية ثرية، تناولت الدكتورة نسرين السيد خلالها دور اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة في دعم مشاركة النساء في سوق العمل، بينما استعرضت الأستاذة فداء الحمود آخر المستجدات القانونية المتعلقة ببيئة العمل، ولا سيما تلك التي تمس النساء بشكل مباشر. ومن جانبها، تحدثت العين السابقة الدكتورة ميسون العتوم عن انعكاسات مشاركة المرأة في سوق العمل على الفرد والأسرة والمجتمع من منظور النوع الاجتماعي، فيما قدّم الدكتور عامر الحافي رؤية تحليلية من منظور ديني واجتماعي، قبل أن تختتم الصحفية ليندا معايعة الجلسات بقراءة في دور الإعلام في دعم مشاركة المرأة والنشاط الاقتصادي.
ولم يخلُ الحفل من لحظات تقدير ووفاء، حيث جرى تكريم عضوات الهيئة الإدارية السابقة والحالية لجمعية معهد تضامن النساء الأردني تقديراً لجهودهن، كما تخللت الفعالية فقرات فنية تراثية أضفت أجواءً احتفالية عكست روح الأصالة والانتماء. ومع اختتام الحفل، بدا واضحاً أن مشروع “مسارات آمنة” لم يكن مجرد مبادرة مرحلية، بل خطوة استراتيجية نحو تكريس بيئة عمل خالية من العنف والتمييز، وإرساء سياسات عادلة تضمن للنساء في الأردن مشاركة متكافئة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بما يفتح أمامهن آفاقاً أرحب لمستقبل أكثر إنصافاً وعدالة.