كتب: الصحفي ليث الفراية
في كل نادٍ عريق، هناك رجال يشكّلون سرّ بقاءه، وقوة نبضه، وعنوان انتمائه الحقيقي وفي النادي الفيصلي، ذلك الصرح الرياضي والتاريخي العميق، لا يمكن أن نروي حكاية الوفاء إلا ونتوقف طويلًا أمام اسمٍ كبير، نُقش في ذاكرة العشّاق بكل فخر الكابتن معتصم العساف.
هو ليس مجرد عضو في اللجنة المؤقتة للنادي الفيصلي، بل هو وجدانٌ أزرق ينبض بحب الفيصلي، وركنٌ ثابت من أركان الإخلاص والدعم، الذي لم يعرف حدودًا، ولم يتوقف عند مناسبة أو ظرف.
منذ سنوات طويلة، ومعتصم العساف يثبت للعالم أن الانتماء ليس شعارًا يُرفع، بل قضية تُعاش، وتُترجم بالفعل والعمل والكرم النبيل كان دومًا قريبًا من النادي، يتلمّس حاجاته، ويُبادر إلى تقديم الدعم بكل أشكاله، دون أن يسعى وراء الأضواء، ودون أن ينتظر أي شكرٍ أو منصب.
ولعل تواجده في اللجنة المؤقتة للنادي اليوم لم يكن مجرّد قرار إداري، بل تكريم لمكانته في قلوب الفيصلاويين قبل أن يكون تكليفًا رسميًا، فالرجل حجز لنفسه موقعًا متقدمًا بين رجال المرحلة، وفرض احترامه بالعمل والخلق والنية الصافية.
في الوقت الذي تتراجع فيه بعض الأيادي عند المحكّات، أصرّ العساف على أن يكون الداعم الأول، وأن لا يترك ناديه في لحظة احتياج وخير شاهد على ذلك تبرعه المؤخّر بمبلغ عشرة آلاف دينار أردني، دعمًا لمسيرة النادي، ليُضاف هذا العطاء السخي إلى سجلٍ طويل من الوقفات المشرّفة والدعم المادي الكبير الذي قدّمه في مراحل سابقة، وما زال مستمرًا.
هذا الكرم ليس غريبًا على معتصم العساف، فالرجل ابن بيئة الكرم والرجولة، ويؤمن بأن الفيصلي يستحق الوقوف معه في كل زمان ومكان، لأنه نادٍ لا يُمثل فقط لعبة كرة القدم، بل يُجسد تاريخًا ووجدانًا وكيانًا وطنيًا راسخًا في الذاكرة الأردنية.
إلى جانب عطائه المالي والمعنوي، يتميز العساف بأخلاقه العالية وتواضعه اللافت، فهو القريب من الجماهير، المستمع لنبض اللاعبين، والمرآة الحقيقية لطموحات عشّاق الفيصلي لم يُعرف عنه يومًا إلا الاحترام والرقيّ، وهو ما جعله يحظى بمحبة واسعة تتجاوز حدود النادي، لتصل إلى مختلف الأوساط الرياضية والمجتمعية.
هو ليس طارئًا على النادي، ولا مستجدًا على المسؤولية، بل هو فيصلي بالانتماء والروح، حمل الأمانة بصدق، وأدى الرسالة بحب، ولا يزال يسير بثبات على طريق خدمة النادي دون كلل أو مصلحة.
إن معتصم العساف هو حالة نادرة من العطاء الرياضي النبيل، رجل لا يتحدث كثيرًا، بل يترك لأفعاله أن تصدح في المدرجات، ولعطائه أن يُكتب في ذاكرة الوفاء الفيصلاوي وجوده في اللجنة المؤقتة هو مكسبٌ للنادي، وحضوره في كل ميدان هو رسالة بأن الفيصلي ما زال بخير برجاله، وبأوفيائه الذين لا يتأخرون.
يا معتصم العساف، يا نقيّ السريرة، يا ابن الوفاء، يا وجه العطاء الأزرق لك منا كل الاحترام، فقد كنت وستبقى قدوةً في زمنٍ ندر فيه الوفاء، ورمزًا من رموز نادي الفيصلي الذين لا تُنسى أسماؤهم ولا تُمحى بصماتهم.