محمد الباز يقدّم «هيكل ومبارك» في ندوة فكرية لافتة… صوتٌ صحفي يعرف كيف يفتح الملفات الثقيلة برصانة
في ليلة ثقافية عامرة بالحضور والنقاش، شهدت القاهرة ندوة مميّزة خُصّصت لمناقشة وتوقيع كتاب «هيكل ومبارك: حروب باردة بين الكاتب والرئيس» للكاتب الصحفي الكبير محمد الباز، رئيس تحرير جريدة الدستور، وأحد أكثر الأصوات المهنية رسوخًا في المشهد الإعلامي المصري.
الندوة، التي احتضنتها دار بتانة للنشر، جاءت كمساحة تفكير مفتوحة حول العلاقة المعقدة بين السلطة والإعلام، حيث قدّم الباز كتابه الجديد بوصفه محاولة جريئة للغوص في تلك المنطقة الرمادية التي طالما ظلّت أسيرة الروايات الشفوية والانطباعات المتداولة.
وبمنهجه الهادئ القائم على التفكيك والتحليل وإعادة قراءة الوثيقة، أعاد الباز رسم خارطة العلاقة الممتدّة بين محمد حسنين هيكل والرئيس الأسبق حسني مبارك، واضعًا القارئ أمام مشهد أكثر اتّساعًا وعمقًا مما بدا على السطح.
أدار الحوار كلّ من المؤرخ الدكتور محمد عفيفي والكاتب الصحفي أكرم القصاص، اللذان أشادا بقدرة الباز على التعامل مع الملفات الحسّاسة دون أن يفقد توازنه المهني، وعلى تقديم قراءة تضيف طبقة جديدة لفهم علاقة الإعلام بالسلطة في واحدة من أكثر الفترات المصرية تعقيدًا.
وأشار المتحدّثان إلى أن الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل تجربة بحثية تُبرز خبرة رئيس تحرير يعرف قيمة التفاصيل، ويدرك أين يبدأ التأريخ وأين يتوقّف التحليل.
وفي كلمته، قال الباز أمام الحضور:
«هذا الكتاب لا يقدّم الحقيقة المطلقة… لكنه يفتح نافذة على ما ظلّ طويلًا خارج الضوء».
بهذا العمل، يرسّخ محمد الباز مكانته كواحد من أهم الأصوات الصحفية القادرة على تحويل الوثيقة إلى معرفة، والملف المعقّد إلى سردية مفهومة، مؤكّدًا أن الصحافة الجادّة لا تزال قادرة على أن تطرح الأسئلة الكبيرة وتضيء المناطق التي اعتادت البقاء في الظل.
الإعلامية مايا إبراهيم













