إنجاز-في قلب سهول أورفا جنوب تركيا، يقف “غوبكلي تبه” شامخًا كأقدم معبد في العالم، يعود تاريخه إلى نحو 12 ألف عام، محاطًا بأعمدة حجرية ضخمة منقوشة بصور حيوانات وأطراف بشرية، ومسجَّلًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
لكن هذا الموقع الأثري الفريد أصبح مادة دسمة لنظريات المؤامرة، كان آخرها في بودكاست شهير يقدمه جو روجان، حيث روّج بعض ضيوفه لفكرة أن حضارة مفقودة من العصر الجليدي هي التي شيدته، وهي مزاعم يصفها العلماء بأنها لا أساس لها من الأدلة.
الدكتور لي كلير، من المعهد الأثري الألماني، أحد المشاركين في التنقيبات منذ التسعينيات، أوضح في تقرير لصحيفة “آس يو أس” أن العمل يتم ببطء شديد لأن “التنقيب الأثري لا يتم بالجرافات، فكل طبقة تحمل أسرارًا تضيع إلى الأبد إذا أُزيلت دون دراسة”. ويؤكد أن ما نراه في “غوبكلي تبه” هو نتاج إبداع وتطور محلي تدريجي استمر آلاف السنين، وليس قفزة غامضة بفعل حضارة مجهولة.
وبالنسبة لكلير، يروي هذا الموقع قصة بشرية عمرها 12 ألف عام، حيث النقوش على الأعمدة هي حكايات ورموز ما زالت تنتظر فك شيفرتها. ويضيف: “لسنا بحاجة إلى اختراع حضارات أسطورية… من بنوا غوبكلي تبه مثيرون للإعجاب بما يكفي”.
