انجاز-صدر حديثا، للأديبِ البَاحثِ والمُؤرِّخ المُحقق ياسر سَلامة أبو طُعمة، مؤلَّفٌ جديدٌ فِي مجال التَّراجُم الأندلسيةِ تَحت عنوان: (قُضاةُ قُرْطُبة)، عَنْ دَارِ ركازٍ للنَّشْرِ وَالتَّوزِيعِ، في عمان، في طبعة ثانية منقحة ومزيدة.
وفي الطبعة الجديدة من الكتاب استدرك المؤلف والضاف سَبْعَ عَشْرةَ تَرْجَمَةً لِقُضَاةٍ فِي قُرْطُبَةَ تَوَلُّوا مَنْصِب (قاضي الجَمَاعَةِ)، عَلَى نَفْسِ طَرِيقَةِ وَنَهْجِ مُصَنِّفِ كِتَاب قَضَاةِ قُرْطُبَةٍ: (أبُو عَبْداللهِ مُحَمَّد بِنْ الحَارِثِ بِنْ أَسَد الخُشَنِيُّ القَيْروانِي الأنْدَلُسِيِّ)، لَكِنَّهُ لَمْ يَذْكُرُهُمُ فِي الكِتَابِ وَهذا جَدِيدٌ وَفِيهِ الفَائِدَةُ للبَاحِثِ وَالطَّالِبِ والمُطَالِعِ وَالمُسْتَفِيدِ والمُسْتَزِيدِ، وَكَشِفُ القِنَاعَ عَنْ قُضَاةٍ جُدُدٍ قَضَوْا فِي قُرْطبة بِمَرْتَبَةِ قاضي الجَمَاعَةِ.
يُعد كُتابُ (قُضاة قُرطبةَ) سِجِّلاً حَافلاً أسَاسِيّاً لِدراسَةِ الحَيَاةِ الإجْتماعيَّةِ، وبَيانِ جَوانِبهَا فِي بِلادِ الأنْدلُسِ عُمُومَاً، وَفِي قُرْطُبة عاصمةِ الدَّولةِ الأُمَويَّةِ وحَاضِرَةِ الخِلافَةِ الأنْدلسيَّةِ بوجْهٍ خَاصٍّ، منذُ الفتحِ الإسلاميِّ نحو سنة 93هـ/ 712م وحتَّى وفاةِ مُؤلَّف هذا الكتاب نحو عام 361هـ/971م. وهي فترةٌ طويلةٌ. وقَدْ ألقَى الضُّوءَ وشرحَ حالَ القَضاءِ فِي بلادِ الأَندلُسِ عامَّة ًوفي قرطبة بوجهٍ خَاصٍّ، وحالَ القُضاةِ، ونوعيّةَ العلاقة بين القاضِي ووليِّ الأمر، وكيف كانَ يولِّي الوالي أو الأميرُ أو الخليفةُ القاضي ويعزله أو يستبدله، مع بيَان من تعفَّف منهم عنِ القَضاءِ، كذلك ذكر نوادر القضاة مع ولاة الأمر من بني أميّة، ومع الرعيَّة، وبيان العلاقة بين القاضي والرعيَّة سواءً ممن يحضرون عنده، أو ممن كان يُخالطهم أو يصادفهم.
للأديب البَاحثِ والمُؤرِّخ المُحقق ياسر سَلامة أبو طُعمة، في مجال الدراسة التحقيق والاستدراك والشرح والتأليف كتب نذكر منها: (مُحمَّدٌ بِن أبِي عَامِرٍ فِي الشِّعْرِ الأنْدَلُسِيِّ خِلالَ القَرْنِ الرَّابِعِ الهِجْرِيَّ) ،(خَاتَمُ بُلُغَاءِ كُتَّابِ الأنْدَلُسِ) (تَارِيخُ مَدِينَةِ طُلَيْطُلَة (Toledo) (أبُو مَرَوَان عَبْدُالمَلِكِ الجَزِيرِيِّ كَاتِبَاً وَشَاعِرَاً)، (الحَيَاةُ العِلْمِيَّةُ والأدَبِيَّةُ وَالثَّقَافِيَّةُ وَالفِكْرِيَّةُ فِي قُرْطُبَةَ عَصَرَ الدَّوْلةِ الأُمَوِيَّةِ ) (غُنْيَةُ الفَقِيرِ فِي حُكْمِ حَجَّ الأجِير)ِ،( قُضَاةُ قُرْطُبَةٍ)، ( الصِّلَةُ فِي تَارِيخِ عُلَمَاءِ الانْدَلُسِ). وما زال الكثير من الدراسات في هذا المجال تحت الطباعة والنشر.