إنجاز-بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أكدت الدكتورة مي عناتي، كبير محررين جريدة الجوردان تايمز Editor-at -large/ The Jordan Times News paper على الأهمية البالغة للصحافة الحرة والدور المحوري الذي تلعبه في بناء المجتمعات الديمقراطية. وقالت عناتي إن الصحافة تُعد ركنًا أساسيًا في دعم الشفافية والمساءلة، إذ تمنح المواطنين القدرة على اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة من خلال نقل الحقيقة ومراقبة أداء السلطات، مشيرة إلى أن حرية الصحافة تسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي عبر تسليط الضوء على القضايا العامة والحقوق الأساسية، مما يُشجّع المواطنين على التفاعل والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة وصنع القرار وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، أوضحت عناتي أن المحافظة على استقلالية الصحافة تتطلب التزامًا ثابتًا بالمبادئ المهنية، إلى جانب التحلي بالصدق والموضوعية. كما شددت عناتي على أهمية دعم المؤسسات الإعلامية المستقلة وتطوير المهارات الصحفية التي تُمكن الصحفي من مقاومة الضغوط المختلفة. وحول الفروقات التي طرأت على العمل الصحفي خلال العقدين الأخيرين، أشارت عناتي إلى أن الصحافة اليوم أصبحت أسرع وأكثر انتشارًا بفضل التكنولوجيا الحديثة، لكنها في الوقت ذاته باتت تواجه تحديات كبيرة، مثل انتشار الأخبار الزائفة وفقدان ثقة الجمهور. وأضافت في السابق، كانت الأخبار تصل ببطء ولكن من مصادر موثوقة، أما اليوم فالصحفي مطالب بالتحقق الفوري وسط سيل هائل من المعلومات كما تطرقت عناتي إلى أبرز التحديات التي تواجه حرية الصحافة في العالم العربي، والتي تتمثل في الرقابة، والتضييق على العمل الصحفي، والاعتقالات، ومحدودية الوصول إلى المعلومات، فضلًا عن ضعف الحماية القانونية، ما يُقيد قدرة الصحفيين على أداء دورهم بحرية واستقلالية. وفيما يتعلق بالصحافة الرقمية، أوضحت عناتي أنها سهلت الوصول إلى الجمهور وسرّعت نقل المعلومات، لكنها في المقابل رفعت من مستوى التحديات، خصوصًا في ما يتعلق بالتحقق من المصادر، وانتشار الشائعات، والتعرض لحملات التشويه لذلك دعت إلى مزيد من اليقظة والمهنية لدى الصحفيين في العصر الرقمي. كما وجهت عناتي من خلال “صحيفة صدى الشعب” رسالة إلى الصحفيين الشباب، دعتهم إلى التمسك بالحقيقة، وأن يكونوا صوتًا للعدالة والإنسانية، مؤكدة أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة سامية تتطلب الشجاعة، والمصداقية، والالتزام الأخلاقي. أما بخصوص الدور البطولي للصحفيين الفلسطينيين خلال العدوان على غزة، فأشادت عناتي بشجاعتهم، قائلة الصحفيون الفلسطينيون في غزة شكّلوا خط الدفاع الأول عن الحقيقة، وواصلوا عملهم تحت القصف والحصار لتوثيق الجرائم ونقل صوت المدنيين إلى العالم، مشيرة إلى أن أكثر من 140 صحفيًا استُشهدوا وهم يحملون الكاميرا، لا السلاح، من بينهم رامي شعث، محمد أبو هسلان، وهشام أبو ندى. من جهته، قال الدكتور خزيم الخالدي، دكتورفي الصحافة والإعلام ومدير إذاعة جامعة اليرموك، أن العالم يمر بظروف مضطربة، إلا أن ما تعيشه الأمة العربية، ولا سيما في فلسطين، نتيجة الإبادة الإسرائيلية في غزة، يُعدّ حالة استثنائية تم خلالها انتهاك الصحافة بشكل غير مسبوق. وأشار الى ان جرائم الإحتلال الاسرائيلي تجاه الصحفيين تهدف الى منع وصول الصورة الحقيقية والكاملة لما يجري في قطاع غزة ، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة لا يُعد فقط مأساة إنسانية، بل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الذي يحمي الصحفيين. كما أشار الخالدي وفقًا للمصادر، إلى استشهاد 212 صحفيًا منذ بدء الإبادة الإسرائيلية، بينهم مراسلون ومصورون ومحررون، وإصابة 409 آخرون، بعضهم بإعاقات دائمة، كما تم اعتقال 48 صحفيًا تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة. وأكد الخالدي أن الصحفي في عالمنا العربي يواجه تحديات سياسية واقتصادية تعيق عمله وتُحدّ من قدرته على إيصال الكلمة والصورة للجمهور، سواء كانت وسيلته مرئية أو مسموعة أو مكتوبة. وفي ختام تصريحاته، شدد على أن التحديات المفروضة على حرية الصحافة تتطلب وقفة جماعية، ودعمًا حقيقيًا لحقوق الصحفيين، بما يضمن استمرارهم في أداء رسالتهم النبيلة، خاصة في ظل ما يشهده العالم من أزمات وصراعات.
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة