كتبت الدكتورة وصال عياصرة
في الزمن الذي تُقاس فيه الإنجازات بالأرقام، وتقوّم النجاحات بالمحصلة النهائية، هناك رجالٌ يُصنع على أيديهم المجد لا بالمال، بل بالإرادة، لا بالصوت العالي، بل بحكمة القيادة، لا بالظهور، بل بالتفاني خلف الكواليس. من هؤلاء الرجال، بل في مقدّمتهم، يبرز عطوفة المدير التنفيذي لمهرجان جرش، ربان السفينة التي أبحرت وسط أمواج التحديات، فكان النجاح حليفها في كل عام.
هو ليس مجرد مسؤول إداري، بل صانع الفرح، وراسم لوحات الفن والحضارة على جدران التاريخ. هو من حمل على عاتقه مهرجان جرش، بكل تفاصيله وهمومه، ليجعل منه حدثاً عالمياً يليق بالأردن، ويليق بجرش، ويليق بوجه الأردن المشرق الذي يطل به على العالم عبر نافذة الثقافة والفن.
نعم، نحن أبناء جرش، نرى عطوفته كإبن جرش بالروح والانتماء، وإن لم يكن من ترابها مولداً، فهو من ضميرها نبضاً، ومن عشقها فكراً وسعياً. من يعرفه عن قرب، يدرك كم يحب جرش، وكم يسهر من أجلها، وكم يحمل همّها بين تفاصيل قراراته وساعات يومه. هو ليس غريباً بيننا، بل وجهٌ مألوف، وصوتٌ محبّب، نعتز به كما نعتز بأعمدة مدينتنا، وأقواس تاريخنا.
لقد كان عطوفته سبباً مباشراً وفاعلاً في النجاحات المتتالية التي حققها مهرجان جرش، عاماً بعد عام. ففي كل مرة تُضاء فيها مسارح المدينة، وفي كل ليلةٍ يصدح فيها الفن تحت سماء جرش، تكون بصمته حاضرة، وحنكته الإدارية شاهدة، وحرصه على إخراج المهرجان بأبهى صورة، دليلاً على أنه يعمل بعقل القائد وقلب العاشق.
عطوفته، لا تُكفيه كلمات الشكر، ولا تعبر عنه مقالات المدح، لكننا نكتب هذه الكلمات لنقول لك: نحن نراك، نعتز بك، ونقدّرك كما يقدَّر الكبار. فنجاح المهرجان ما كان ليكون لولا سعيك، ووهج جرش ما كان ليبقى مشتعلاً لولا حكمتك. باسم كل جرشي، وباسم كل من حضر واحتفل وفرح في مهرجان جرش، نقول لك: شكراً من القلب، وسنبقى نراك جزءاً لا يتجزأ من جرش، ابنها الذي نفخر به.
د. وصال حيدر عياصرة