انجاز-راشد فريحات
أكد عميد كلية الإعلام في جامعة الزرقاء، الدكتور أمجد صفوري، أن بناء الإنسان الواعي يمثل الأساس الحقيقي لحماية المجتمعات من التفكك والانهيار، مشددًا على أن الإعلام يشكّل خط الدفاع الأول في معركة التوعية ضد آفة المخدرات، من خلال رسالة مؤثرة ومحتوى مهني يساهم في تحصين النسيج الاجتماعي.
وقال صفوري ان اليوم العالمي لمكافحة إساءة استخدام المخدرات والإتجار غير المشروع بها يمثل محطة مهمة لتجديد الالتزام المؤسسي والمجتمعي في التصدي لهذا الخطر المتنامي، لافتًا إلى أن الإعلام لا يقتصر دوره على نقل الأخبار، بل يتعدى ذلك إلى تشكيل اتجاهات الرأي العام، وترسيخ مفاهيم الوقاية، وتفكيك المفاهيم المغلوطة التي قد تُغري الشباب وتعزز من قابلية الانزلاق نحو التعاطي.
وشدد على أهمية أن تُبنى الرسالة الإعلامية على فهم دقيق للجمهور المستهدف، باستخدام لغة مناسبة ووسائل فعالة، خصوصًا عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة مركزية للفئات العمرية الشابة، داعيًا وسائل الإعلام إلى تبني قصص وتجارب واقعية وشهادات حقيقية، تسهم في خلق إدراك عاطفي ومعرفي لدى المتلقي.
وأشار صفوري إلى الدور الحيوي للمؤسسات الأكاديمية، خاصة كليات الإعلام، في إعداد جيل من الإعلاميين يمتلكون أدوات التأثير الأخلاقي والمهني، وقادرين على إنتاج محتوى توعويا يعزز من ثقافة الرفض المجتمعي للمخدرات، من خلال تشجيع الطلبة على تنفيذ حملات إعلامية هادفة تخدم قضايا الوطن، وتكرّس مفاهيم الحماية والوعي المجتمعي.
واشار الى اهمية زيادة الوعي بمخاطر تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وتعزيز قدرة نظم الرعاية الصحية والاجتماعية على الوقاية من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول وعلاجها، وأهمية دعم جميع الجهود المبذولة من قبل الأجهزة المعنية في الدول العربية، وتعزيز أوجه التعاون لا سيما توحيد القوانين.
ودعا إلى تعاون استراتيجي مشترك والاستفادة من الشباب وتوظيف تلك الطاقات لتكون قادرة على مواجهة تفشى وانتشار المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، مع ضرورة التركيز على بناء قدرات العاملين في أجهزة مكافحة المخدرات، وأهمية الاستثمار في التوعية والوقاية من المخدرات، وتبادل البرامج التدريبية والمدربين في مجالات المخدرات المختلفة.
وبين أن مواجهة خطر المخدرات تتطلب تكامل الأدوار وتعاونًا وثيقًا بين الإعلام ومؤسسات الأسرة والتعليم والصحة والأمن، معتبرًا أن هذه الظاهرة باتت تمثل تهديدًا شاملًا لكل مكونات المجتمع، ولا يمكن التصدي لها إلا عبر استراتيجية توعوية شاملة ومستدامة.