إنجاز-بقلم: أحمد أمين عتوم
يُعدّ شارع إربد – عجلون شريانًا حيويًا في شمال الأردن، يربط بين محافظتين رئيسيتين ويَخدم يوميًا آلاف المواطنين من طلبة الجامعات والموظفين والمزارعين والسياح، ورغم هذه المكانة الاستراتيجية، ما يزال الطريق يفتقر إلى أبسط مقومات السلامة المرورية، وفي مقدمتها: الإنارة الكافية والجزيرة الوسطية المنظمة.
فمع حلول الليل يتحوّل الشارع إلى منطقة مظلمة وخطرة، يَعتمد فيها السائقون فقط على أنوار مركباتهم وسط منعطفات حادة وحركة مرورية كثيفة، ما يجعل احتمالية وقوع الحوادث مرتفعة، سواء بين المركبات، أو مع المشاة، أو حتى مع الحيوانات التي تَعبر الطريق ليلًا.
كما أنّ غياب الجزيرة الوسطية بين مساري الذهاب والإياب يخلق فوضى مرورية خطيرة، ويَزيد فرص الحوادث وجهًا لوجه، وهي الأخطر والأشد فتكًا بالأرواح، والجزيرة الوسطية هنا ليست مظهرًا تجميليًا، بل أداة أساسية لتنظيم السير وحماية مستخدمي الطريق.
تتجاوز أهمية هذا الشارع البعد المروري، فهو شريان اقتصادي وسياحي؛ إذ يربط القرى الزراعية بمراكز التصريف والأسواق، ويُستخدم كطريق رئيسي للوصول إلى المواقع السياحية في محافظة عجلون، إن استمرار الطريق بهذا الوضع لا يُهدد سلامة المواطنين فحسب، بل ينعكس سلبًا على النشاط الاقتصادي والتنموي في المنطقة.
ولتحقيق نقلة نوعية في مستوى السلامة والخدمة، فإن المطلوب بشكل عاجل هو: تركيب شبكة إنارة حديثة تغطي كامل الطريق، وإنشاء جزيرة وسطية بارتفاع مدروس وفتحات منظمة، ووضع إشارات تحذيرية وعواكس فسفورية خصوصًا في المنعطفات، وتنفيذ صيانة دورية وإعادة تعبيد المقاطع المتضررة.
وأخيرًا فإن شارع إربد – عجلون لا يحتاج إلى حلول مؤقتة، بل إلى مشروع متكامل يُعيد إليه دوره كطريق آمن يَخدم المواطن والسائح والمزارع على حد سواء، وإن غياب التدخل الرسمي لا يَعني مُجرد نَقص في الخدمات، بل يُمثل تهديدًا مباشرًا للأرواح ولعجلة التنمية، وإن الاستثمار في هذا الطريق اليوم هو استثمار في سلامة المواطنين، وفي اقتصاد المنطقة، وفي صورة الأردن الحضارية أمام زواره.