د.محمد كامل القرعان يكتب
زيارة ولي العهد ، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليست مجرد جولة رسمية، بل هي رسالة واضحة عن دور الأردن المحوري في المنطقة، وقدرته على الموازنة بين التحديات الإقليمية وضرورات الأمن والاستقرار. تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحولات سياسية وأمنية معقدة، ما يجعل الدور الأردني في دعم السلام والحفاظ على استقرار المنطقة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
اللقاءات الثنائية مع كبار المسؤولين الأمريكيين تتيح للأردن تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتسليط الضوء على القضايا الملحة في المنطقة، وعلى رأسها الوضع في فلسطين، وسبل دعم جهود حل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني واستقرار المنطقة. الأردن، من خلال هذه التحركات الدبلوماسية، يثبت أنه شريك يعتمد عليه، قادر على تقديم رؤية متوازنة وحكيمة في معالجة الأزمات الإقليمية.
ولا تقتصر أهمية الزيارة على الجانب السياسي فحسب، بل تشمل أيضاً مجالات التنمية والتعليم وتمكين الشباب، في خطوة تؤكد أن الأردن لا يركز فقط على الأمن والاستقرار، بل يسعى إلى استثمار قدراته الوطنية وتطوير الطاقات الشابة ليكون لها دور فاعل في المستقبل.
زيارة ولي العهد تعكس فلسفة القيادة الأردنية في بناء شراكات حقيقية ومؤثرة على المستوى الدولي، وهي تأكيد على أن الأردن يظل صمام أمان في المنطقة، وداعماً للسلام، وشريكاً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.