نص الكلمة التي القاها رئيس قسم الصحافة في كلية الاعلام بجامعة اليرموك الدكتور عصمت حداد خلال الندوة التي نظمتها الجامعة بعنوان : الحريات الصحفية بالعصر الرقمي .
عطوفة رئيس جامعة اليرموك الأكرم.
الدكتور عميد كلية الإعلام المحترم.
الزميلات والزملاء الأعزاء.. الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يحتفل الصحافيون في الثالث من أيار من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهي مناسبة تشكل منطلقاً للتأكيد على أهمية وقيمة احترام حرية الصحافة والعمل الصحفي، التي تمثل إحدى الركائز الأساسية لأي مجتمع ديمقراطي، وعلاقتها الوطيدة باحترام حقوق الإنسان والدفاع عنها بما يؤمن الاستقرار في البلدان وضمان حسن الإدارة، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، والفصل بين السلطات، ومحاربة الفساد، وفضح انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ويسعدنا في اليوم العالمي لحرية الصحافة أن نعرب عن عظيم امتناننا وتقديرنا لصحافتنا الوطنية، التي تؤدي رسالتها النبيلة في خدمة الوطن بكل كفاءة واقتدار، وعلى التزامها الراسخ بشرف المهنة الصحفية، وتمسكها بأمانة الكلمة والموضوعية، في إطار من المسؤولية التي تدعم جهود الوطن في مسار التنمية وتحافظ على مكتسباته.
الأخوة والأخوات الأعزاء:
إن التزام صحافتنا الوطنية بالإطار الدستوري والقانوني الداعم والمساند لحرية الصحافة قد مكّنها من أن تمارس دورها بكل انفتاح، لتكون عنصرًا فاعلاً ومؤثرًا في نهضة الوطن وازدهاره، والتي نعتبرها اليوم مثالاً للكلمة الصادقة والحرة التي تعكس نبض المجتمع وتطلعاته.
وفي هذا السياق؛ نود أن نعرب عن تقديرنا الكبير لجهود جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله، لجهودهم واهتمامهم الدائم في الصحافة ووسائل الإعلام لتحقيق ما نتطلع إليه من نماء وتقدم للوطن، ومتابعتهم لما يتم بذله في سبيل الحفاظ على رسالة الإعلام الحر، وضمان حرية التعبير لدى المواطن الأردني.
ونؤكد في هذه المناسبة، اعتزازنا في كلية الإعلام بجامعة اليرموك بالكوادر الصحفية والإعلامية الأردنية، وما توليه من حرص على تنمية مهاراتها بما يتناسب مع التطورات المتسارعة في ظل الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، متمنين لهم استمرار مسيرة عطائهم وإبداعهم في كل ما يعزز من مكانة الأردن باعتباره مركزًا حضاريا وثقافياً على مستوى المنطقة.
الزميلات والزملاء .. الحضور الكريم.
أما الصحافة في غزة فهي قصة مختلفة، فالمقاومة بالصوت والصورة توازي المقاومة بالسلاح في الميدان بعد أن تجاوزت الحرب المسعورة مداها في الوحشية، وبعد أن استشهد أكثر من 210 شهيداً ، و130 نازحاً من الصحفيين الفلسطينيين
زملاءنا الأعزاء في غزة العزة.. تحية أردنية مسطرة بالاحترام والتقدير والمحبة، تحية إجلال وإكرام لكم لما تقدمونه وتنقلونه لنا من خلال ممارسة أعمالكم البطولية والمهنية بحرفية عالية، فمنكم نستمد قوتنا ومنكم نتعلم المعنى الحقيقي لصحافة الميدان.
يا فرسان الكلمة .. لقد كشفتم النقاب عن فجوة أخلاقية كبيرة في عالم الإعلام الغربي المزيف وإزدواجية أخلاقه قبل معاييره في مهنة المتاعب.. لا نحتاج بعد حرب غزة لمن يعلمنا مبادئ وأخلاقيات الصحافة ولن يكون لدينا لبس بين الحياد والموضوعية، ستكونون أنتم القدوة والبوصلة ومدرسة الصحافة التي سيبنى عليها الإعلام الحقيقي.
أيها الشجعان .. لقد ضحيتم بأنفسكم وعائلاتكم وأحبابكم من أجل نقل الحقيقة، وقول الحق، نشد على أياديكم، نبوس الأرض تحت نعالكم، فلمثلكم يزجى المديح، ولأجلكم يكتب الرثاء، فالسلام على أرواحكم وأرواح عائلاتكم، وهي تضيء قناديل الحقيقة.. السلام عليكم أيها الصابرون، المجروحون، يا من أزلتم الغشاوة عن عيون العالم، وقدمتم لهم غزة، واضحة، كاشفة، بحقيقتها كاملة، وأمطتم اللثام عن آلامها وجراحها.
يا شهود الحق والحقيقة في غزة .. يا من تكتبون وتوثقون بأرواحكم الحقيقة “لن ننساكم” وستظلون لنا المدرسة، فأنتم النقطة والحرف.. أنتم الكلمة والجملة.. أنتم أرباب الحرية.
نتمنى لكم دائما السلامة .. والرحمة الواسعة لكل من استشهد.. وأمنيات الشفاء العاجل لمن أصيب.
كل عام والصحافة الأردنية أكثر تحررًا ضمن حدود المسؤولية، كل عام والصحافة العربية خارج قيود المال والسياسة والطائفية والمذهبية والمناطقية.
حمى الله الأردن وطناً وملكاً وشعباً .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
