إنجاز-أسامة القضاة
تشكل جبال عجلون سلسلة طبيعية فريدة تميز المنطقة الشمالية الغربية من الأردن، حيث تختزن في طياتها إرثا حضاريا وتاريخا عريقا، وتحمل بين تضاريسها آمالا لمستقبل تنموي وسياحي واعد يعزز هوية المكان.
وقال المواطن راتب العنانزة، إن جبال عجلون كانت وما تزال موطنا للأصالة ومصدرا لحكايات الأجداد التي تختزنها الذاكرة لأهالي المحافظة، حيث تشكل الطبيعة والموروث الشعبي فيها نسيجا لا ينفصل عن الحياة اليومية.
وأضاف أن سكان المنطقة اعتادوا على الارتباط الوثيق بالأرض فالزراعة التقليدية كانت تمارس على المدرجات الجبلية منذ مئات السنين، مشيرا إلى أن العائلات كانت تجتمع في مواسم القطاف وتحتفل بمواسم الزيتون والرمان والكرز التي كانت تضفي على الجبال روحا من الفرح والبركة.
وأشار المواطن محمد نضال الخطاطبة، إلى أن جبال عجلون شهدت في السنوات الأخيرة تحولا في وعي المجتمع تجاه البيئة، إذ بدأ الكثير من الأهالي بالمشاركة في حملات التشجير والنظافة، مبينا أن هذه الجبال التي تضم محميات طبيعية نادرة مثل محمية غابات عجلون، تستحق مزيدا من الاهتمام الحكومي والمجتمعي، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تهدد التنوع الحيوي الفريد في المنطقة.
وأكد الناشط الاجتماعي محمد الزعارير، أن الاستثمار في السياحة البيئية يمثل فرصة واعدة لتنمية المجتمع المحلي، مشيرا إلى ضرورة تهيئة البنية التحتية في المناطق الجبلية وتوفير خدمات تليق بالسياح والزوار إلى جانب دعم الجمعيات التعاونية التي تسوق المنتجات المحلية مثل المربيات والأعشاب البرية والصابون البلدي.
وبين عضو مبادرة “إعلاميون متطوعون” أسامة القضاة، أن جبال عجلون تمثل فرصة ثمينة لتعزيز الإعلام البيئي والتنموي في الأردن.
وأكد مدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة، أن الوزارة تعمل على تعزيز البنية التحتية السياحية في المحافظة من خلال تطوير المسارات السياحية وتأهيل عدد من المواقع لاستقبال الزوار، منها محيط قلعة عجلون ومنطقة راسون وسوس إلى جانب دعم المجتمعات المحلية لدمجها في العملية السياحية.
وأشار مدير آثار عجلون أكرم العتوم، إلى أن جبال المحافظة تحتضن إرثا أثريا مميزا يمتد عبر العصور حيث تضم مواقع تاريخية مهمة مثل قلعة عجلون وخربة الوهادنة ودير مسمار، مؤكدا أن المديرية تواصل جهودها في حماية هذه المواقع من العبث والتعدي وتعمل على مشاريع توثيق وتأهيل تتيح للأجيال القادمة الاطلاع على هذا التاريخ الغني.