🎬 بيار داغر… نجمٌ من ضوء وأناقة لا تنطفئ
حين تُذكر الأناقة في الفن، يُذكر بيار داغر.
وحين يُقال “البرنس” على الشاشة، لا يحتاج الاسم إلى تفسير.
فهو ذاك الفنان الذي لم يكن مجرّد وجهٍ وسيم أو حضورٍ لافت، بل حالة فنية كاملة تجمع بين الثقافة، والوعي، والذوق الرفيع.
منذ بداياته، دخل بيار داغر إلى عالم التمثيل بخطواتٍ واثقة، حاملاً خلفيته الأكاديمية من كلية الفنون الجميلة، ورؤيته التي صقلها عبر سنواتٍ من العمل بين المسرح والدراما.
لكنّ ما جعل الجمهور يقع في حبّه لم يكن العلم وحده، بل ذلك السحر الإنساني في أدائه… طريقته في التعبير، ونبرته التي تحمل دفء التجربة، ونظرته التي تقول أكثر مما يُقال بالكلمات.
في أعمالٍ تركت أثرًا في الدراما اللبنانية والعربية، استطاع أن يُقدّم وجوهًا مختلفة للرجل الشرقي — الرومانسي، المثقّف، الحازم، وأحيانًا المتأمّل بين العاطفة والموقف.
وفي كلّ دورٍ، كان يضيف شيئًا من روحه، ومن فلسفته الخاصة في الحياة.
بيار داغر فنانٌ لا يسعى إلى الأضواء، بل تلاحقه هي أينما حلّ.
يختار أدواره بعناية، ويؤمن أنّ القيمة لا تُقاس بعدد الأعمال، بل بما تتركه من صدقٍ في وجدان الناس.
يحمل الفنّ في داخله كحالةٍ من الإيمان، وكأنّه صلاةٌ صامتة يقولها أمام الكاميرا، بلغةٍ تجمع بين النبل والبساطة.
أما على الصعيد الإنساني، فقد عُرف بيار داغر بوجهٍ آخر لا يقلّ إشراقًا: قريبًا من الناس، متواضعًا رغم النجاح، مؤمنًا بأن الفنان الحقيقي لا يعيش في برجٍ من زجاج، بل في قلب مجتمعه.
كان يرى في الفن نافذةً نحو حياةٍ أجمل، وفي الشهرة مسؤولية لا تكتمل إلا بالصدق والإخلاص.
اليوم، وبعد سنواتٍ من العطاء، ما زال بيار داغر يحتفظ ببريقه كما لو أنّ الزمن مرّ بقربه بخطى خفيفة.
ففي حضوره هيبة، وفي صوته دفء، وفي ابتسامته صدقٌ لا يتغيّر.
إنّه نجمٌ يعرف كيف يضيء… دون أن يُطفئ أحدًا.
فنانٌ علّمنا أنّ الجمال لا يُقاس بالمظاهر، بل بالأثر الذي يتركه حضورٌ صادق في ذاكرة الناس وقلوبهم.
الإعلامي والناقد الكويتي :
عبد الستّار ناجي