إنجاز-في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، ومع تكرار سقوط الشظايا على بعض المناطق في المملكة، وجّه العميد الركن مخلص المفلح، مدير التوجيه المعنوي الأسبق رسالة صادقة إلى المواطنين الأردنيين، دعاهم فيها إلى التحلي بالوعي الكامل والالتزام التام بالتعليمات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، وعلى رأسها المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.
وأكد المفلح أن ما تمر به المملكة من تحديات ليس جديدًا، إذ سبق وأن واجه الأردن أزمات إقليمية صعبة، وتمكن من تجاوزها بفضل وعي المواطنين وحرصهم على أمن وسلامة وطنهم. وأضاف المفلح ،ما يحصل اليوم على الساحة ليس بالأمر السهل، فهناك أطراف تحاول اختراق السيادة الأردنية، مما قد يعرّض سلامة المواطنين للخطر المباشر.
وأشار إلى أن التحذيرات الصادرة من الجهات الرسمية ليست عبثية، بل مدروسة وتهدف بالدرجة الأولى إلى حماية أرواح المواطنين. واستشهد بحادثة وقعت مؤخرًا في منطقة إيدون بمحافظة إربد، حيث أدى سقوط شظايا مقذوف إلى إصابة ثلاثة أفراد من عائلة أردنية.
وأوضح المفلح ،أن خروج المواطنين إلى أسطح المنازل لتصوير أو متابعة سقوط المقذوفات، أو اقترابهم من بقايا الطائرات المسيّرة، يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم، فهذه الأجسام قد تحتوي على مواد متفجرة لم تنفجر بعد، ما يعرض حياة المتواجدين قربها للخطر الشديد.
وأضاف أن التجاوب مع التحذيرات الرسمية واجب وطني، قائلًا “المواطن الأردني ليس غاليًا فقط على عائلته، بل على الدولة والحكومة والعائلة الهاشمية، وغايتنا جميعًا الحفاظ على حياته وسلامته”.
من جهة أخرى، تم استطلاع آراء عدد من المواطنين الأردنيين حول مدى الالتزام بالتعليمات الرسمية في ظل الأوضاع الحالية.
وقد أظهرت الآراء تفاوتًا في مستوى الالتزام والوعي، حيث اعتبر البعض أن الفضول يدفع البعض لمخالفة التعليمات، بينما أكد آخرون التزامهم الكامل بالإرشادات الرسمية. يقول المواطن ياسر محمد هناك مواطنون ملتزمون، وآخرون لا يلتزمون بسبب الفضول، حيث يفرح البعض بسماع صوت الصواريخ ويخرجون لتصويرها.
لافتاً إلى انه يلتزم بالتعليمات الصادرة عن مركز الأزمات، داعياً الجميع إلى التعامل بوعي مع هذه الظروف أما تميم الياسين، فقد عبّر عن قلقه من غياب الوعي الكافي لدى بعض الفئات، موضحًا رأيت أطفالًا يخرجون لتصوير لحظة إطلاق الصواريخ. يجب على الأهل توعية أبنائهم بخطورة الوضع، وتعليمهم كيفية التصرف السليم في مثل هذه الظروف ومن جانبها، ترى ليندا عطالله أن تعامل المواطنين مع الوضع يختلف من شخص لآخر، وقالت البعض يأخذ الموضوع بشكل فكاهي ويخرج للتصوير، بينما يلتزم البعض الآخر بالتعليمات بدقة. أنا شخصيًا ألتزم بكل ما يصدر عن مركز الأزمات، وأدعو إلى إبقاء الأطفال داخل البيوت والتعامل مع الوضع بجدية أكبر.
بدوره، أوضح السيد طلال هاني أن المواطنين ينقسمون إلى قسمين؛ قسم ملتزم وقسم غير ملتزم، مؤكدًا مؤكداً أن هذة الظروف مخيفة فعلًا، والشظايا قد تسقط في أي مكان، أنا من الملتزمين، وأعتقد أن الواجب الوطني يحتم علينا أخذ كامل الاحتياطات وعدم الاستهتار.
في ظل هذه المرحلة الحرجة، تبقى سلامة المواطن الأردني أولوية قصوى للدولة، كما تبقى الاستجابة الواعية والمسؤولة من المواطنين هي الركيزة الأهم لتجاوز هذه التحديات بأمان.