الدكتور حسام العتوم يكتب :
كخبير في السياسة الروسية والدولية من المنطقة العربية والشرق أوسطية وبتواضع، أتحدث عن خبرتي هنا بداية لتعريف جمهوري وسط الرأي العام، كيف بدأت وإلى أين انتهيت، وما هو طموحي في نفس السياق. وهل تعرضت لضغوطات أو احباطات؟ وهل الموضوع الروسي والدولي مهم في منطقتنا وبالنسبة لي شخصيا؟ وهل نجحت في تخصصي هذا من وسط بلدي الأردن الغالي – المملكة الأردنية الهاشمية، المنفتح على دول العالم، والذي يوازن ومن زاوية استراتيجية تتقدمها المصلحة الوطنية العليا بين الغرب والشرق وسط الحرب الباردة وسباق التسلح؟
لقد درست الإعلام في جامعتي فارونيج وموسكو الحكوميتين، وتخرجت من هناك عامي 1984 و1992، ودراستي بالكامل كانت مجانية على نفقة الاتحاد السوفيتي، وهو مشكور على ذلك، وأخص بالشكر السفارة السوفيتية بعمان في ذلك الوقت، وتحديدا القائم بأعمال السفارة آنذاك / السفير والمرحوم لاحقا سيرجي كيربيجينكا، وعملت في جريدة الدستور الأردنية اليومية العريقة قبل دراسة الدكتوراة وبعد ذلك، ودخلت سلك التدريس الجامعي الإعلامي في جامعة البترا – البنات سابقا، وبشكل متزامن عرجت تجاه الكتابة في السياسة الروسية والدولية، وكلما أبحرت؛ دخلت عالم الاحتراف، وكانت المحطة الأولى عام 2013، وصدر كتابي الأول ” روسيا المعاصرة والعرب ” عام 2016،و أقمت له احتفالية في المركز الثقافي الملكي برعاية دولة الدكتور عدنان بدران والسفير الروسي بعمان السيد باريس بولوتين، كانت ناجحة على مستوى الحضور والإعلام.
وحظي كتابي بشكر خطي من جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله نقله لطرفي دولة المرحوم فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي العامر. وكتاب تبعه عام 2020، وبهدف المحافظة على خط الاختصاص صدر بعنوان “الفوبيا الروسية”، وكتاب ثالث صدر عام 2022 بعنوان “مشهد من الحرب التي يراد لها أن لا تنتهي – الروسية الأوكرانية ومع” الناتو” بالوكالة “، كتب تقدمته دولة السيد طاهر المصري شافاه الله، وحظي بكتاب شكر من صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال أطال الله بعمره وأعطاه العافية، وكتاب رابع صدر عام 2024 بعنوان ” إشراقة عالم متعدد الأقطاب ” كتب تقدمته دولة السيد أحمد عبيدات أعطاه الله العافية، وأقمت احتفالية بالكتاب في المكتبة الوطنية تحت رعاية دولته نهاية العام، وسعادة سفير روسيا الاتحادية بعمان السيد غليب ديسياتنيكوف مؤخرا، ناب عنه مجموعة من الدبلوماسيين في السفارة الروسية، وكانت احتفالية ناجحة أيضا، وأملي كبير بمواصلة العطاء في مجال السياسة الروسية الدولية وبما يخدم ترسيخ العلاقات بين بلدينا الأردن وروسيا الاتحادية.
رؤساء الحكومات في الأردن الذين اقتربت منهم في موضوع السياسة الروسية والدولية، وقابلوا خطواتي تجاههم بالإهتمام (دولة عبد السلام المجالي، وهو من قال لي رحمه الله “عتوم وتنير من حولك”، دولة زيد الرفاعي، وهو من كان يقول لي دائما ” عاجز عن شكرك”، دولة سمير الرفاعي، ودولة نادر الذهبي، ودولة الدكتور عبد الله النسور، ودولة علي ابو الراغب،و دولة عبد الكريم الكباريتي، ودولة عون الخصاونة، ودولة بشر الخصاونة عندما كان وزيرا لشؤون الخارجية، ودولة طاهر المصري، ودولة أحمد عبيدات) وغيرهم. ولهم جميعا الشكر والعرفان.
وسفراء ووزراء وأعيان أردنيون كثر اهتموا بمادة السياسة الروسية الدولية وكتبي ومقالاتي حولها من العين زهير ابو فارس، والوزير مروان القاسم بينهم سفير فلسطين في موريتانيا محمد الاسعد، والعين سلامة حماد، والعين محمد داودية، والعين مصطفى حمارنه والسفير في موسكو أحمد مبيضين، ورئيس الديوان العامر سابقا، والوزير جواد العناني رئيس الديوان سابقا، والوزير خالد الكركي رئيس الديوان سابقا، والسفير خالد الشوابكة، والسفير أمجد العضايلة وعدنان أبو عودة رئيس الديوان سابقا، والوزير سمير مطاوع رحمه الله،والوزيرة ليلى شرف، والوزير ناصر جودة، والوزير حمدي الطباع،و الوزير مروان المعشر، والوزير فيصل الرفوع، والوزير محمد الحلايقة، والنائب مفلح الرحيمي، ورئيس الديوان الملكي العامر يوسف العيسوي، والدكتور رامي عبد الرحيم رئيس جامعة البترا، والباشا سميح بينو رئيس جمعية الشيشان، وابراهيم اسحاقات رئيس جمعية الشركس، ونضال العياصرة أمين عام وزارة الثقافة حاليا، وغيرهم كثيرون. ولهم جميعا كل الشكر الجزيل أيضا. ودراستي في الاتحاد السوفيتي، ومصاهرتي لروسيا، ومعرفتي باللغة الروسية ومن زاوية السياسة، كلها شكلت سندا لكتاباتي التحليلية في مجال السياسة الروسية والدولية، ولم تبعدني عن الموضوعية. وقناعتي بسلوك الدولة الروسية – القطب الدولي الشرقي العملاق المتمسك بالقانون الدولي عزز ثقة الكتابة لدي. وفي المقابل لو تخرجت من جامعات الغرب لقيل لي كيف بك تنصف روسيا ومواقفها الدولية وأنت قادم من الغرب مثلا ؟ وبطبيعة الحال لقد كانت الدراسة في الغرب مستحيلة لضيق الأحوال المادية، فجاءت دراستي في الاتحاد السوفيتي فرصة تاريخية لا تعوض، وتعرفت من خلالها على حضارة شرقية نادرة مميزة.
ومن وسط مسار تخصصي هذا اقتربت الفضائيات العربية مني وبشكل متموج، مثل (العربية، والجزيرة، وسبوتنيك – موسكو، وسبوتنيك – القاهرة، وسبوتنيك – بيروت، والمملكة، والتلفزيون الأردني، والحرة)، وكتبت في مجالها في جريدة الرأي الأردنية، وفي موقعي عمون ومدار الساعة الإخباريين. وشاركت في مؤتمرات متخصصة في موسكو، وسوتشي، وفي القاهرة بدعوة من مؤسستي ” التعاون”، و” روسكي مير “، و”الخريجين “. وشهادة تقدير سابقة من المركز الثقافي الروسي، وبسبب دخولي مسابقة في الشعر الروسي على مستوى أسيا وأفريقيا وحصولي على الدرجة الثانية فيها.
من خلال تخصصي في السياسة الروسية والدولية سلطت الضوء على بدايات شعلة العلاقات الأردنية – الروسية، وهي التي أطلق عنانها من الجانب الأردني مليكنا الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه عام 1963، وقابله من الجانب السوفيتي الزعيم الراحل نيكيتا خرتشوف ايجابا وسط سعير الحرب الباردة وسباق التسلح، وشكل الأردن وسط العرب ميزانا للعلاقات بين الشرق والغرب. وواصل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله بناء العلاقات الأردنية – الروسية جنبا إلى جنب الرئيس فلاديمير بوتين حتى وصل حجم التبادل التجاري إلى نصف مليار دولار، وتنشيط للسياحة بين بلدينا ومنها الدينية أصبح ملاحظا ووفق برامج مشتركة تشارك فيه شركة تايكي للسياحة والسفرو مديرها العام السيدة أروى محادين، واستثمارات أردنية خاصة يتقدمها رجل الأعمال الأردني زياد المناصير في روسيا والأردن بحجم 8 مليارات دولار حسب قناة ( أو تي في)، وغيرها روسية كبيرة في الأردن..
وموقف محايد للأردن من الحرب الأوكرانية، وانسجام أردني – روسي حول ملف القضية الفلسطينية العادلة،و مطالبات قانونية مشتركة بحل الدولتين، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات القانون الدولي 242 / 181،و تجميد المستوطنات، في زمن يطالب فيه العرب بكامل عمقهم الديني الإسلامي والمسيحي بكل فلسطين وكل القدس لتغدو فلسطينية عربية.
و العلاقات العربية – السوفيتية والروسية عريقة تعود جذورها للقرون الوسطى وانتشار الإسلام في القفقاس في القرن الثامن عشر، وبالتزامن مع ميلاد الاتحاد السوفيتي عام 1922،و انفتاح في مجالها نهاية الحرب الروسية التركية 1774- 1768. ويطلق الروس والسوفييت على شرقنا العربي مصطلح ” القريب “.
وكتب سجلت عمق العلاقات العربية السوفيتية والروسية وقبل ذلك مثل (صناعة القرار)، (العلاقات الروسية – العربية)، (الثقافات العربية الروسية)، (من لينين حتى بوتين). والوطن العربي بالمناسبة الثاني بعد روسيا الاتحادية مساحة أكثر من 14 مليون كلم 2 مقابل أكثر من 18 مليون كلم2 )، بينما يتفوق العرب على الروس في عدد السكان ( حوالي 500 مليون مقابل حوالي 150 مليون نسمة ). وستبقى روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ميزان استراتيجي للسياسة يصعب دوليا القفز عنه.و مراهنة روسية جديدة على الولايات المتحدة الأمريكية لتقريب الغرب من الشرق، ولوضع حد للحرب الأوكرانية التي طال أمدها، ولإعادة نظام سويفت المالي الاقتصادي لوضعه الطبيعي، ونعم لعلاقات عربية – روسية وطيدة حميدة.