خالد الخطاطبة يكتب
لم ينشر طلاب مدارس الرمثا الملتحقون بفريق نادي مدينتهم لكرة القدم، عبق الإثارة والمتعة على منافسات دوري المحترفين، بل تحول هؤلاء الطلاب الصغار إلى أساتذة ومحاضرين في مساقات الشهامة والكبرياء والروح الرياضية والتنافس الشريف والاعتزاز بالنفس، عندما خاضوا مبارياتهم بكل إخلاص وتفان، همهم الوحيد سمعة وعراقة النادي وتاريخه ناصع البياض، غير آبهين بالفريق الذي سيستفيد من نتائجهم.
طلاب مدارس الرمثا، وهم نجوم المستقبل للكرة الأردنية، ورغم نعومة أظفارهم في ميادين المنافسات الكروية والمباريات الجماهيرية، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام وزر الاتهامات التي كالها “جهلة” على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعرفون الرمثا ونخوة أهلها وشهامة رجالها وقوة شخصية نسائها وكرم شيوخها ورجالها وأصالة قاطنيها ووطنية سكانها، وبالرغم من هذا التغول والاتهامات الجارحة، إلا أن واعدي فريق الرمثا استنجدوا بإرث كبارهم ليواجهوا هذه الاتهامات العمياء، ويؤكدوا للجميع أنه عندما يذكر اسم الرمثا تلحقه مرادفات الشرف والرجولة والكبرياء والشهامة وكل الكلمات التي تعجز عن وصف هذه المدينة، ممثلة برياضييها وأهاليها وأرضها وسمائها.
أحزنني، كما أحزن الكثيرين، اندفاع بعض المشجعين لتوجيه العتب لفريق الرمثا لأنه لعب برجولة وشرف أمام فريقهم، ونجح في تحقيق التعادل أمام جحافل “الأصفر” المدجج بنجوم المنتخب الوطني، ما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن طلاب مدارس الرمثا سحبوا اللقب من الحسين إربد ومنحوه لفريق الوحدات، ليتعالى واعدو فريق الرمثا وأساتذة الروح الرياضية عن هذه المهاترات، ويواصلوا اللعب بكبرياء وشرف، ليتعادلوا مع الوحدات، وبالتالي ذهاب لقب الدوري من القويسمة إلى إربد في غضون دقيقة مجنونة، أكدت أن الرمثا، ورغم جراح الاتهامات، لا يمكن أن يحيد عن الطريق المستقيم المبني على المبادئ والقيم.
طلاب مدارس الرمثا ونجوم فريقها الكروي، أعادوا البريق لمدينتهم وناديهم، وكسبوا في النهاية احترام الجميع من مشجعيهم ومشجعي الأندية الأخرى الذين عادوا ليجمعوا أن الرمثا تاريخ وحضارة وعراقة لا يقبل أن يكون أداة في يد أحد، وأن ما يحركه داخل الملعب هو حرارتهم وغيرتهم على فريقهم، بغض النظر عن المنافس.
عشق الرمثا لا ولن ينضب، ما دامت هذه المدينة قادرة على إنجاب الشرف والشهامة والكبرياء، وما دام هؤلاء الناس الطيبون يعشقون وطنهم ومدينتهم وقائدهم، ويؤكدون دوما أن الإنسان الحر لا يمكن أن يباع ويشترى.. وهذا هو حال “الرماثنة”.. والله “عشق الرمثا ساكن فينا”.