التوجيهي : قلق ومعاناة
مع اقتراب موعد امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) الذي يشارف على البدء مع انتهاء الشهر الفضيل، باتت مشاعر الرهبة والخوف لدى الطلبة لأزمة ترقب وهواجس تملأ قلوب الآباء والأمهات الذين ينتظرون بفارغ الصبر ثمار ما زرعوه سنوات طوالاً لحصدها بشكل يحقق طموحاتهم وآمالهم.
تقول الطالبة مرام عبيد أن والديها حرصا منذ بداية العام الدراسي على تخصيص كامل وقتها للدراسة دون الأخذ بالاعتبار أن للدراسة وقتا محددا وللعقل قدرة معينة لتفهم الفروض المدرسية.
وهذا الامر، برأيها، لا يعني الاهمال في الدراسة إلا أنها تطالب بأن يتشكل وعي لدى الجميع أن امتحان التوجيهي كباقي الامتحانات المدرسية يجب أن نوليها الحرص والاهتمام.
وتؤكد والدة الطالب محمد محمود أن مشاعر الخوف والتوتر بدأت تظهر عليها من خلال طلبها المتواصل لابنها بأن يدرس المواد التي يشعر بضعف فيها، وخصصت له معلمين خصوصيين ليتمكن من فهم دروسه وتجاوز امتحان التوجيهي الذي تدعو الله بابتهال أن يخرج منه بدرجة تفوق وان يكون له بابا ليسهل عليه باقي مراحل حياته العلمية والعملية. ويجد والد الطالبة رهف علي أن الوالدين يمارسان ضغوطا نفسية على أبنائهم نتيجة النظرة النمطية التي وضعها المجتمع والسياسات العامة حيال من يخفق في امتحان الثانوية العامة أكان ذكرا أم أنثى، ما يجعل الأهل يشعرون بالتوتر والقلق من نتيجة هذا الامتحان، الذي يعد تجاوزه مفتاحا للحياة الناجحة.
التربوي عثمان يوسف يرى أن تنظيم وقت المذاكرة والمراجعة الدقيقة للمواد الدراسية يسهم بشكل كبير في تجاوز مرحلة «التوجيهي» بكل يسر وسلاسة، إلا أن بعض الطلبة يؤجلون دراستهم للامتحان ليكون قبيل أيام معدودة منه، ما يربك عقل الطالب ويزيد من فرصة الاخفاق أو التدني في مستوى العلامات.
ودعا الآباء والأمهات لأن يلتفتوا لتوجهات أبنائهم منذ مراحل مبكرة من الدراسة، لا أن يدعوهم في آخر مرحلة لفرض أحلام وآمال والديهم. ويلفت إلى أن الأفراد يختلفون في الميول والتوجهات، وعليه فإن قيم النجاح والفشل يجب قياسها في مراحل مبكرة من الدراسة الأساسية.
وكانت وزارة التربية والتعليم حضت أولياء الأمور على تفهم إمكانية أبنائهم ومنحهم الثقة الكافية بانفسهم وزرع ثقافة الاجتهاد والمثابرة، بعيدا عن مشاعر الخوف من الاخفاق او الفشل في نتيجة هذا الامتحان الذي لا يعد سوى وسيلة لقياس قدرات الطالب على تفهمه للمرحلة التي خضع لها.
وحرصت الوزارة ممثلة بوزير التربية والتعليم، الذي وجه رسالة اختص بها أولياء الامور، بألا يجعلوا أبناءهم صورة مستنسخة عنهم وعن قدراتهم، وحضهم على معرفة ميولهم وتوجهاتهم بما يخدمهم مستقبلا وأن يصب بمصلحتهم ومصلحة الوطن وبأي مجال أكان أكاديميا أو مهنياً أو حرفيا.
