إنجاز – تواصل المملكة تعزيز حضورها الإقليمي في مجال التجارة الإلكترونية من خلال مبادرات وطنية نوعية تهدف إلى تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل الرقمي، في إطار رؤية شمولية للتحول الرقمي وتعزيز الاقتصاد المعرفي.
وقال المتدرب أحمد عليوة، الحاصل على درجة الماجستير في المحاسبة وأحد المنتفعين من دورات الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية واللوجستيك، إن انخراطه في أحد برامج التدريب المتخصصة بالتجارة الإلكترونية ساعده على اكتساب المعرفة والخبرة اللازمة للبدء في هذا المجال، ما مكنه من إطلاق مشروعه الخاص وتحقيق دخل مستقل.
وأوضح أن التدريب قدم له خطوات واضحة وتطبيقا عمليا غنيا بالمعلومات، مضيفا :”اكتسبت ثقة كبيرة من خلال البرنامج، واليوم لدي مصدر دخل خاص أنشأته من الصفر”.
وأشار إلى أن استخدام أدوات التسويق الإلكتروني والترويج الاحترافي للمنتجات كان من أبرز الجوانب التي ساعدته على التميز، قائلا: “تعلمت كيف أسوق لمنتجاتي على مستوى عالمي وأعرضها بطريقة احترافية، ما أحدث فرقا كبيرا في النتائج”.
ودعا عليوة الشباب إلى خوض تجربة التجارة الإلكترونية، مؤكدا أن الأكاديميات التدريبية توفر قاعات مجهزة ومدربين أصحاب خبرة طويلة.
ونص الراغبين في دخول هذا المجال بالالتزام بالشفافية والمصداقية في عرض المنتجات، محذرا من أن أي مخالفة قد تؤدي إلى إغلاق الحسابات.
كما أشار إلى إمكانية البدء دون رأس مال، من خلال التعاون مع محال الحرف اليدوية أو التحف وعرض منتجاتهم على المتاجر الإلكترونية.
من جهته، أكد رئيس الأكاديمية إيهاب أبو دية أن الأكاديمية، التي تعمل تحت مظلة البريد الأردني، تسعى إلى تمكين الشباب وتأهيلهم بمهارات متقدمة في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية، بما يتوافق مع التوجهات الوطنية نحو التحول الرقمي ويعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي في هذا المجال الحيوي.
وأشار إلى أن التسجيل في برامج الأكاديمية متاح عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أو بزيارة مقرها في منطقة العبدلي – عمان، إذ تتراوح رسوم البرامج التدريبية بين 75 و300 دينار بحسب مدة الدورة ونوعها، مبينا أن الأكاديمية تعمل بالشراكة مع وزارة الشباب وعدد من الجهات المانحة لتوفير منح تغطي التكاليف التدريبية للمشاركين من المناطق الأقل حظا.
وقال أبو دية إن الأكاديمية تركز على إعداد كوادر قادرة على الانخراط في سوق العمل الرقمي من خلال توفير تدريب متخصص يجمع بين المعرفة النظرية الحديثة والمهارات التطبيقية العملية، التي تمكن المتدرب من تنفيذ مشاريع حقيقية خلال فترة التدريب.
وأضاف أن هذه البرامج تهدف إلى دعم العمل الحر وتخريج شباب قادرين على إطلاق مشاريع رقمية مستقلة أو تطوير أعمال قائمة عبر التحول الرقمي، إلى جانب بناء جيل متخصص في التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، ما يسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي في الأردن.
وأوضح أن الأكاديمية ترتبط بشراكات مع عدد من الجهات الحكومية، منها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وصندوق التنمية والتشغيل، ما يسهم في تمويل بعض البرامج التدريبية وربط المتدربين بـفرص دعم حكومي أو مشاريع تمويلية.
ولفت إلى أن إحدى الدورات التي تقدمها الأكاديمية، وتمتد لثلاثة أشهر، ممولة من مشروع “الشباب والتكنولوجيا والوظائف” وتدار من قبل جمعية المهارات الرقمية (DigiSkills) بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة.
وأكد أن وجود الأكاديمية تحت مظلة البريد الأردني يمنحها بعدا تكامليا مع القطاع البريدي واللوجستي الرسمي، ما يتيح للخريجين فرصا مباشرة للالتحاق بمؤسسات الشحن والتوصيل أو بالمشاريع اللوجستية التي تحتاج إلى كوادر مؤهلة ومتمكنة.
من جانبه، قال الكاتب الاقتصادي سلامة الدرعاوي، إن مثل هذه المبادرات النوعية تشكل أحد أهم المفاتيح لتخفيض البطالة، لأنها تفتح المجال أمام الشباب للعمل والإنتاج عبر مشاريعهم الخاصة، بدلا من انتظار الوظيفة الحكومية.
وأضاف أن المشاريع الريادية، خصوصا في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية، تمثل اليوم رافعة اقتصادية حقيقية قادرة على استيعاب الشباب المؤهلين، مشيرا إلى أن الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية واللوجستيك نموذج واضح على هذا التوجه الجديد القائم على تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل الرقمي.
وأوضح أن نجاح مثل هذه المبادرات يسهم في تحويل الطاقة البشرية إلى قيمة اقتصادية مضافة، ويوفر وظائف غير تقليدية نابعة من السوق نفسه، وهو ما ينعكس تدريجيا على خفض معدلات البطالة ورفع نسب التشغيل الذاتي.
بترا-رانا النمرات