
نسيم عنيزات
حالة من النشوة عاشها الشارع الأردني جراء عودة خدمة العلم للشباب في بلدنا بعد إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وإقرارها من الحكومة التي أعلنت تفاصيلها يوم أمس على لسان الناطق باسمها وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني.
كما أشار الناطق باسم القوات المسلحة الأردنية خلال المؤتمر الصحفي إلى الإجراءات والآليات التي ستتم في تنفيذ البرنامج الذي من المقرر العمل به في شباط القادم.
هذه التفاصيل وما سبقها من إعلان وجدت ارتياحًا بين أبناء المجتمع الأردني وحازت على مستوى عالٍ من التوافق والرضا، خاصة في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها المنطقة والغطرسة الصهيونية التي يقودها رئيس دولة الاحتلال ويمينيه المتطرف.
واعتبر الأردنيون أن هذه الإجراءات تشكل ردًا مباشرًا على تصريحات نتنياهو المتطرفة وطموحاته الاستعمارية التوسعية.
هذا الرضا والتوافق الشعبي، الذي قلّ نظيره حيال العديد من القضايا الوطنية، يعكس الالتفاف الشعبي حول دولتهم، ويعتبر ردًا واضحًا على المشككين بالوحدة الوطنية وقيم الولاء والانتماء.
مما يستدعي البناء عليه وتعزيزه وتوحيد الجهود لاستدارة داخلية وإطلاق خطط واستراتيجيات وطنية شاملة ضمن منظومة موحدة ومتكاملة تخدم عملية النهوض والتحديث في المجالات كافة.
لا أن نبقى نعمل ضمن دائرة رد الفعل والعمل بالقطعة على نظام الفزعة كعامل المياومة الذي تنتهي مهمته مع انتهاء المدة الزمنية المحددة له، ومن ثم العودة إلى بيته بعد أن يبتاع حوائجه ويصرف كامل المبلغ الذي حصل عليه في نهاية يومه.
وأن نستمر بالعمل والتخطيط، ولا نتوقف عند قضية أو مشكلة، ونكرس كل جهودنا لها ونهمل القضايا الأخرى، لأن العمل الوطني وحماية المصالح الوطنية لا يتوقفان عند تحدٍّ، بل يجب أن يكونا حافزًا نحو الاستمرار.
فالحالة الوطنية التي عبّر عنها الأردنيون لا تحتاج إلى تفسير بقدر ما تستدعي التوقف عندها والاستفادة منها في معالجة الاختلالات والاهتمام بقضاياهم ومعالجة تحدياتهم وتحسين ظروفهم ومستوى معيشتهم وتحقيق تطلعاتهم.
فالأردنيون اليوم بحاجة لمن يشعر بهمومهم ويطمئنهم على مستقبل أبنائهم بإجراءات وقرارات تحاكي مطالبهم دون تردد أو توقف.
خاصة وأن الإجراء الأخير أعاد لهم ثقتهم بدولتهم وقوتها وقدرتها على مواجهة التحديات والتعامل معها، مما يمكننا البناء عليه في تعزيز الثقة وتمتين الجبهة الداخلية، والتوجه إلى وعاء الوطن والدفاع عنه بدل الانشغال بالمناكفات والتشكيك.