
اسعد العزوني
من زرع حصد ،ومن أخلص وجد الوفاء،ونحن في الأردن وبتوجيهات من سيد الجميع الوصي الشرعي الوحيد على مقدسات الحجاز والقدس المحتلة ،جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،زرعنا فأينع زرعنا ثمارا قطرية يانعة ومباركة،وأخلصنا فكان الوفاء القطري بلا حدود،لينطبق علينا قول الشاعر:”إذا أنت أكرمت الكريم ملكته Xوإن أنت اكرمت اللئيم تمردا”،وكم قدّم الأردن من خدمات جليلة للؤماء ،لكنهم تمردوا عليه وفرضوا عليه حصارا ماليا وإقتصاديا خانقا،لإجبار سيد البلاد على الإنصياع لهم والتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية في القدس المحتلة ،وينسى أرض وملك أجداده الهاشميين الحجاز.
كانوا يريدون من جلالته التساوق معهم في المؤامرة الكبرى ،والموافقة على صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة ،والأردن الرسمي”الهاشميون”لصالح أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بنو القنينقاع،لإقامة تحالف مشترك بين مملكة إسرائيل الكبرى ومملكة أبناء مردخاي.
أغاظهم كثيرا موقف جلالة الملك الرافض للحصار على شعب قطر الشقيق والوفي والكريم،وكذلك عدم إستجابته لضغوطهم الرامية إلى قطع التمثيل الديبلوماسي مع دولة قطر الشقيقة،ولم ترق له هرطقات شيطنة دولة قطر ووصمها بما هم فيه ،وليس بما هو فيها،ومنعوه من القيام بدور الوساطة كونه كان رئيسا للقمة العربية في عام الحصار 2017.
صدق حدس صاحب الجلالة ،وخرجت قطر من الحصار بأقوى مما كانت عليه قبل الحصار ،وأثبت النوخذة المتمرس سمو الأمير تميم بن حمد ثاني انه رجل دولة بإمتياز ،ولا مقارنة بينه وبين”أقطاب”دول الحصار،يعاونه فريق من عباقرة السياسة والدبلوماسية.
كان الرد القطري على مواقف الأردن قيادة وشعبا فوق الموقف الأخوي،وأثبتت القيادة القطرية وأظهرت موقفا عروبيا إسلاميا أبعد مما نتصور،بناء على تجاربنا مع الآخرين الذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا معاول هدم للأمة بعد أوطانهم وشعوبهم،وهذا هو سر إنحطاط أحوالهم السياسية والإقتصادية وحتى الإجتماعية،في حين أن دولة قطر حجزت لها مكانا لامعا بجانب الثريا.
آخر المكرمات القطرية للأردن – والتي يتوجب من المعنيين دراسة الحالة بالتفصيل ،والخروج بآفاق واسعة عن صدق التعاون فوق الأخوي بين الأردن وقطر- كان منح الأردن شرف أن يكون محطة إنطلاق حملة الشتاء الخيرية التي تقوم بها جمعية قطر الخيرية أحد اكبر أذرق قطر الإنسانية تحت شعار”دفء سلام”،وتستهدف هذه الحملة المباركة بإذن الله والتي تعبر عن أخلاق وكرم الشعب القطري الشقيق،500 ألف مستفيد بتكلفة إجمالية قيمتها 75 مليون ريال قطري.
وتستهدف هذه الحملة الكريمة الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وتركيا وألبانيا وكوسافا والبوسنة وقرقيزيا وأثيوبيا والباكستان والهنيد ونيبال وبنغلادش،وجاء إختيار الأرد لهذه المهمة النبيلة، حسب التصريحات القطرية تقديرا لدور المملكة في إستضافة اللاجئين وتعزيزا للشراكة الإستراتيجية مع الهيئة الخيرية الهاشمية ،ذراع الأردن الإنساني.
بقي القول أن هذه المكرمة هي من إبداعات سفير دولة قطر “الجديد”في الأردن سعادة الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني،الذي لم يمض على وجوده في وطنه الثاني الأردن سوى شهر واحد ،ممثلا لبلده الأول قطر الخير،وهي ثمرة إخلاصه لأهله في البلدين الشقيقين،وهو الذي تعهد بتنفيذ توجيهات سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بخصوص إنعاش العلاقات القطرية –الأردنية التي أثبتت أنها مثال يحتذى في سجل العلاقات الدولية.