
محمد الداودية
كتبت هنا يوم أمس أن المعركة مع العدو الصهيوني تكللت لشعبنا العربي الفلسطيني بنصرين بارزين هما:
نصر سياسي ونصر عسكري – أمني.
ولكن …
لا يجوز ان يغفل احدٌ ممن يتولون الأمر الفلسطيني الآن، عن سماع هدير محركات القاذفات الإسرائيلية. انه الوقت الاسرائيلي المناسب لبث المخبرين وللقيام بالرصد الاستخباري الإسرائيلي.
ان الأصابع على الزناد. والسيوف ليست في اغمادها. والعدو يتأهب للثأر من الهزيمة المذلة التي الحقتها به المقاومة الفلسطينية العسكرية والمدنية.
الحرب على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية مستمرة وستتصاعد. اذ لا يمكن شكم تحديات واطماع المستوطنين الطالعين من برازخ التخلف والتطرف.
ولا يمكن ان تتخلى حكومة الإحتلال والإستيطان والتوسع الصهيونية عن احتلالها طوعا.
وفي الوقت الذي تشتد فيه الحاجة الى الوحدة الوطنية الفلسطينية، أولى مستلزمات الصمود في المواجهة طويلة الأمد مع العدو الصهيوني، تفعل فعلها نشوةُ النصر في اوساط الشباب المتحمس، فتستهدف وتتنمر على مفتي القدس والديار الفلسطينية حارس المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين.
انه ظرف ايقاع وافتعال الفتنة والإحتراب الداخلي والصراعات الجانبية، التي عانت منها الحركة الوطنية الفلسطينية منذ الثلاثينات وحتى اليوم.
وهو وقت الفعل الإسرائيلي الخبير في بث المزيد من الفرقة بين الاخوة الفلسطينيين.
وليست بعيدة الأيدي الاسرائيلية عما شهدنا ونشهد من هتافات الفرقة والتمزيق والتويتر وتحضير الأجواء للصدام وحرب الأشقاء.
سيشتد التآمر على نصر الشعب الفلسطيني الكبير الأخير تحديدا.
ولذلك فانه من المدهش والمعيب والخطير اللجوء الى العنف في الإختلاف. واطلاق هتافات وكتابات وشعارات الانقسام، التي لا تشوه فرحة النصر فحسب، بل هي المدخل المجرب السريع الى افتعال الإحتراب الداخلي بين فتح وحماس ومختلف القوى الفلسطينية.
والنصر الراهن قابل لكي يمتد أو يرتد.
والنصر مرتبط بالقدرة على تقديم التضحيات والتحمل، في مواجهة العدو. والقدرة على تقديم التنازلات لصالح الشقيق والشريك.
ان نجاح الكفاح من اجل الوصول الى القمة مهم. لكن ذلك لا يكفي. اذ يجب حفر خندقك وقاعدتك على القمة، كي لا تقتلعك الاعاصير شديدة العصف على القمم.