بالأمس الأول التحق الفارس، فارس علاء الدين الطراونة، بوالده الزميل علاء الطراونة،الذي رحل مبكراً،رحل في عز سنوات العطاء،والشباب،رحل في بلاد الغربه،بعد أن ترك العمل في صحيفة العرب اليوم متوجهاً للعمل في دولة قطر. رحل علاء الدين الطراونه،في العام2008, بعد أن توقف قلبه،والذي اثقلته هموم الحياة رغم صغر سنه،رحل علاء الطراونة،وهو في قمة العطاء،والذي كان نعم الزميل والأخ،طيلة فترة العمل سويا. رحل علاء الطراونة،قبل اثنى عشر عاماً،والذي لم يتقبل جسمه أن يتغير قلبه في الصين،وأبى إلا أن يكون قلبه أردني الهوى،وكركي النشأة،واختار الرحيل على التبديل،ليلحقه فلذة كبده فارس،وكأن علاء يغادرنا للتو. ورحيل الفارس،ابن الكرك،وابن الزميل المرحوم علاء الطراونة قبل أيام متأثرا بجراحه بعد تعرضه لحادث سير الشهر الماضي،أدمى القلوب،والمقل،وأعادنا لحزننا على والده الراحل منذ سنوات. حرقة قلب من جديد لوالدة الزميل المرحوم علاء الطراونة،والتي فقدت فلذة كبدها وهو في ريعان شبابه،وفي بلاد الغربه،وها هي تفقد إبنه الوحيد،وحامل إسمه،وذلك بعد أن ترك الوطن،بحثا عن فرصة عمل في قطر،وليتمكن من علاج قلبه،والذي أكتشف،كما اكتشفنا يومها بالعرب اليوم،صدفة أن لديه ضعف في القلب،وهو أمر خلقي ،جعله فيما بعد يلجأ لزراعة قلب في الصين ليخطفه الموت،قبل أن يفرح بفارسه،الذي لحق به. رحيل فارس،ذلك الفتى الكركي،وابن ذلك الشاب الخلوق،والذي غادر وطنه وهو في العشرينات من عمره،ولم يعد إليه إلا ليدفن على ثراه،كما لم يفرح بشبابه،ولا بإبنه الوحيد،كما لم تفرح زوجته،وام إبنه الوحيد،كما لم تفرح والدة علاء الدين به،ليتكرر اليوم المشهد،ورحيل فارس صدمة حقيقية لكل من عرف هذا الفتى،وعرف والده الراحل علاء الطراونة. أما لانا المواجده،أم المرحوم فارس،وزوجة المرحوم الزميل علاء الدين الطراونة،فهي صابرة،حيث فارقها زوجها وهي شابه،فنذرت حياتها لابنها المرحوم فارس،وها هو يلتحق بوالده ويتركها وحيده،دون زوج أو ولد،تلملم جراحها،ولا يعلم حالها إلا الله. عزاؤنا لأنفسنا،ولوالدة فارس،ووالدة المرحوم الزميل علاء الدين الطراونة،برحيل الفارس فارس الذي أعاد الجرح من جديد على والده،رغم مضي اثنى عشر عاماً،وليزداد الجرح من جديد على رحيله،وغياب إسم علاء الطراونة،وكأن قدره أن تنقطع ذريته في الدنيا.