
علاء القرالة
تؤكد المعلومات التي حصلت عليها مؤخرا أن الحكومة بدأت فعليا بتنفيذ مشروع “المدينة الجديدة” ضمن رؤيتها لتطوير النسيج الحضري والاقتصادي في المملكة، فالمعلومات تقول إن الحكومة باشرت بإجراء الأعمال التحضيرية الأولية التي تشمل “التخضير”، وتحديد شبكة الطرق الرئيسية، وتحديد موقع الاستاد الدولي الجديد، فهل بدأنا المرحلة العملية.
وضع خارطة للطرق ورسم سيناريوهات البنية التحتية يعد خطوة بالغة الأهمية، كونها تشكل الأساس الذي ستبنى عليه المدينة المستقبلية، من حيث الحركة والتنقل وتوزيع الخدمات، ولعل من أبرز ملامح هذا المشروع، الانتهاء من تحديد الموقع الذي سيحتضن الاستاد الرياضي الكبير، الذي من المقرر أن يطرح للتنفيذ بداية العام المقبل،ويتوقع أن يتسع هذا الصرح الرياضي لأكثر من خمسين ألف مشجع، ليكون بذلك من أضخم المنشآت الرياضية في المنطقة.
اختيار موقع الاستاد أخذ بالاعتبار الامتدادات السكنية المستقبلية، وربطه بشبكات”النقل العامة”والطرق السريعة التي ستنفذ ضمن المخطط العام للمدينة، ولهذا فإن الاستاد لن يكون مجرد منشأة رياضية بحسب التصور الأولي، بل مركزا حيويا للفعاليات بأنواعها، الرياضية والثقافية، الآمر الذي سينعكس على تنشيط الحركة الاقتصادية والخدمية في محيطه ويعزز من جاذبية المدينة لسكانها المحتملين والمستثمرين على حد سواء.
أنا شخصيا لا أعتبر “المدينة الجديدة” مجرد مشروع للتوسع العمراني، بل هي جزء من رؤية أوسع تهدف لبناء مدينة ذكية ومستدامة، ترتكز على جودة الحياة، وتخفف الضغط السكاني عن العاصمة والمدن الرئيسية، كما أنها تحاكي تماما رؤية التحديث الاقتصادي، وفق أعلى معايير الجودة التي تراعي أن تكون “مدينة متنوعة” للاستخدامات السكنية، والصناعية، والاستثمارية، بالإضافة للمساحات الخضراء والحدائق العامة والمرافق التعليمية والصحية المتطورة.
هذه البدايات حتى إن لم تكن معلنة، فهي تعكس “جدية الحكومة”في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تسارعا بوتيرة التنفيذ، مع دخول شركات المقاولات والمطورين إلى أرض المشروع، وبدء أعمال التشييد في عدد من القطاعات بالتوازي، تمهيدًا لانطلاق مرحلة البناء الفعلي.
خلاصة القول، المدينة الجديدة ليست مجرد مشروع إنشائي، بل رهان استراتيجي على المستقبل، ومؤشر على تحولات جذرية في مفاهيم رؤية جديدة للمدن، تلتقي التكنولوجيا فيها بالاستدامة، وتترجم “الطموحات الوطنية” إلى تفاصيل يومية تمس حياة المواطن، وهنا لابد من الاشارة إلى أن بعض التفاصيل لا تزال قيد الدراسة، الا ان ما بدئ بتنفيذه على الأرض يؤكد أن الحلم لم يعد فكرة مؤجلة، بل واقع جديد بدأ يتشكل بخطى واثقة نحو المستقبل.