
اسعد العزوني
سقط الثقلان..المساحة والتعداد السكاني في ظل أزمة فايروس كورنا الغامض،ولم يعد لمساحة الدولة أو عدد سكانها قيمة تذكر،حتى أن الدول الغنية فقدت قيمتها وباتت شأنها شأن الآخرين عرضة لهذا الفايروس الفتاك الذي يحكم العالم الآن،وأول من دجّن الدول “العظمى”صاحبة البوارج الحربية وطائرات البي 52 وأجهزة التنصت الحساسة عبر العالم لإكتشاف جنس النملة إن كانت ذكرا أم انثى.
نجح هذا الفايروس الذي لا يرى بالعين المجردة ولم نعرف حتى اليوم في أي المختبرات الظلامية تم تصنيعه ومن أي البلاوي صنّع،نجح في تحجيم “الدول العظمى”التي كانت تنفذ أجندتها إما بواسطة القاتل الإقتصادي أو ب”ألو”من بعيد يجريه موظف صغير في وزارة الخارجية ليأمر رأس الدولة هنا أو هناك ،وكانت تسيّر جحافلها لتأديب الدول والشعوب التي ترفض هيمنتها ،أو تفرض حصارا إقتصاديا عليهم ،وهكذا دواليك.
كشف هذا الفايروس اللعين ضعف الجميع لسوء نواياهم ،وظهر رجل العالم رقم 1، وهو في حالة حيص بيص بسبب تفشي الكورونا في أعظم دولة في العالم، من حيث القوة القائمة على الدمار والتدمير والقتل والتقتيل وإنتهاك حقوق الإنسان بحجة الحفاظ على القيم والأخلاق ،وربما أصيب الرجل الأول في “الدول العظمى “بهذا الفايروس وهم مجموعة يتقدمهم المقاول ترمب وكيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو وجونسون وآخرين، إذ لم تنفعهم ثرواتهم ولا قوتهم ولا حتى كثرتهم .
أما على الجانب الآخر من المشهد وأتحدث هنا عن الأردن “الفقير والصغير”القوي والكبير بقيادته وشعبه،فإننا نرى أن هذا البلد النوعي أثبت موجودية عالية وسجل سبقا مميزا ومشهودا في التعامل مع الأزمات ،وتحجيمها بعد تطويعها قدر الإمكان وحسب الإمكانيات المتاحة ،وتعامل حتى مع من قضوا نحبهم بهذا المرض وفق الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان وكرامته ،وقام بدفنهم حسب الأصول المرعية،مع قلة عددهم والحمد لله،علما أن الدول العظمى التي تدعي زورا وبهتانا أنها حارسة حقوق الإنسان ،ويطمح شبابنا بالهجرة إليها والعيش فيها ،فقد قامت بدفن موتاها بهذا الفايروس إما دفنا جماعيا بواسطة الجرافات أو حرقا على طريقة الهندوس والوثنيين ،دون أدنى إعتبار لحقوق الإنسان وكرامته ومشاعر أهله وذويه.
ربما يتساءل البعض عن سر صمود الأردن وحسن أدائه وتعامله مع هذا الوباء،وربما يكون معه بعض الحق ،لأنه وللوهلة الأولى فإن العقل البشري لا يستوعب إنهيار “الدول العظمى”بينما دولة مثل الأردن ،تعيش على المساعدات الخارجية تصمد في وجه الفايروس وتسجل إنجازات.
نعم وأنا شخصيا أستغرب ذلك ،لكن وفي حالة إعمال العقل وإعطاء كل ذي حق حقه ،لا يعود للإستغراب وجود في الحالة الأردنية ،فنحن والحمد لله حبانا الله بقيادة واعية حكيمة تقرن القول بالفعل،وتتصرف بروح المواطنة،وتضرب المثل للجميع كي يحذوا حذوها .
للقيادة دور في حسم المعركة ،أي معركة،فهي بحسن إدارتها للمعركة/الأزمة تيستطيح حسر التأثير السلبي ،والقيادة المتهورة تورط شعبها أكثر في الأزمة وتزيد من خسائره ،بينما القيادة الواعية الحكيمة تجنب شعبها قدر الإمكان تكبد الخسئر،وللتاريخ فإن سيد البلاد جلالة القائد عبد الله الثاني بن الحسين أبدع في قيادته للأزمة/المعركة مع الفايروس وسجل منذ اليوم الأول حضورا بهيا في الساحة وأعطى تعليماته وتوجيهاته للأجهزة المعنية لحماية الشعب وتقليل عدد الإصابات قدر الإمكان.
خلط سيد الجميع بين العسكرية والسياسة والعاطفة أثناء تصدره لممواجهة الفايروس في هذه المعركة المفتوحة ،وكثّف من وجوده في الميدان ولسان حاله يقول أنا الملك المواطن والمواطن الملك،معكم في السراء والضراء ،ومطلوب منكم ان تكونوا معي بوعيكم وحبكم لبلدكم وخوفكم عليه،في التعامل مع الأزمة ومجاراة الظرف الطاريء كي نخرج منها بأقل الخسائر على أقل تقدير.
رأينا قادة الدول العظمى وهم يخرجون من مكاتبهم إبان الأزمة وهم مكممون بالكمامات خوفا من إنتقال العدوى إليهم،لكن القائد أبا الحسين ظهر في الساحات القريبة والبعيدة بدون كمامات ،الأمر الذي أثار التساؤل هنا وهناك،حتى أن أعداءنا الجاثمين على صدورنا غربي النهر وشرقي البحر تساءلوا في إعلامهم الموجه غن سر ظهور جلالته هكذا بدون كمامات،دون ان يعلموا لغبائهم أن الإنتماء والولاء هما من أظهرا جلالته في الميدان بدون كمامات،وهذه لا يفهمها إلا من ينتني حقل لشعبه وكان ولاؤه لوطنه وعمله موجها لرفعة وطنه .
الأردن “الصغير “أثبت أنه دولة عظمى بحق في إدارة الأزمات ،فقد تعامل مع أزمة كورونا ليس من منطلق دفع الشر فقط،بل بقطع دابره ما أمكن،فهو وبتوجيهات من سيد البلاد أمر بالحجر المنزلي توقيا للعدوى وشدد على معاقبة المخالفين ،وفي القوت نفسه وجّه الجهات المعنية لتصنيع بلسم شاف يجابه هذا الداء ويقضي عليه بإذن الله ،وبفضل من الله ومنّة إهتدى المعنيون بتصنيع علاجه نافع إنشاء الله ،وبتوجيهات من جلالته أيضا تم إهداء هذا الدواء لسبع دول عربية شقيقة ،لنكون بذلك قد ضربنا المثل أن من يستحق القيادة ليس الأغنى ولا صاحب الأرض الأكبر ولا صاحب الثروة ،بل من تعود على العطاء والإيثار وصاحب المبادرة النافعة ،علما ان البعض الغني منا، تحالف مع الصهاينة وفرض حصارا ماليا على الأردن ،لإضعاف قيادته وإجبارها على التنازل عن الوصاية الهاشمية للمقدسات العربية في القدس المحتلة للصهاينة.