الاستاذة سمر الجبرة
كان لمشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس العرب صدى لافتاً ساهم في عكس صورة جميلة ومميزة حول مكانتنا في عالم كرة القدم، لكن هذا الإنجاز تجاوز حدود التنافس الرياضي ليعيد إلى واجهة الحدث معنى المواطنة!
فما حدث من تفاعل شعبي مع كل نجاح للنشامى كان دليلاً واضحاً على التقاء الأردنيين – مهما اختلفت أفكارهم ـ على هدف واحد وهو الوقوف جنباً إلى جنب مع منتخبهم الوطني تعبيراً عن حب الوطن وفرحا بكل ما يرفع اسم البلد عالياً ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الانتماء للدولة والاعتزاز بكل ما هو أردني أصيل.
إن هذا التفاعل الإيجابي من الجماهير الأردنية صغاراً وكبارا نساء و رجالا إنما يعكس القيم المثلى للمواطنة الحقة ، فحينما يحضر العلم الأردني على المدرجات بوصفه رمزاً للدولة يحضر الشماغ الأردني باعتباره إرثا وطنياً يعكس تناغما بين الانتماء والأصالة، فحين يفخر المواطنون بإنجازات النشامى فهم لا يحتفلون فقط بالفوز بل يجتمعون على تأكيد معنى المواطنة باعتبارها مسؤولية مشتركة؛ فحب الوطن والفخر بكل إنجاز من شأنه أن يلوح ذكره في الأفق لا يقتصر فقط على المجالات النمطية كالسياسية والاقتصادية ، بل وفي مجال الرياضة والشباب أيضاً ؛ كيف لا ونحن مجتمع فتي مليء بالطاقة الإيجابية نسعى جاهدين للتقدم والوصول مهما كان المنافس قوياً ، ولقد عكس أبناء الشعب الأردني هذه الطاقة سواء من خلال سعي اللاعبين للفوز الدائم ، أو من خلال تضامن المشجعين ودعمهم للمنتخب الوطني بكل حب وصدق.
كلنا فخر واعتزاز بما قدمه المنتخب الوطني ، لكم منا كل الحب والتقدير ، ولنا فيكم أمل بأن القادم سيحمل مزيداً من الانتصارات لنبقى فخورين معتزين بهويتنا ملوحين بالشماغ الأحمر مرددين ( النشامى ما منهم سلامة)
بقلم الأستاذة سمر الجبرة
