عصام قضماني
100 يوم في يوم
الأيام المئة الاولى من عهد أي حكومة ، لا تعني منحها حصانة ، دون نقد، ودليل ذلك أنها تعرضت لإنتقادات وملاحظات قاسية على تشكيلتها منذ يومها الأول.
الحكومة الجديدة تفاعلت حتى الآن مع الإنتقادات عبر وسائط التواصل الإجتماعي وكما يقال في الأمثال أن الأفعال أبلغ من الأقوال فإن المئة يوم الأولى تعني إعطاء الرئيس وحكومته فرصة للتحرك لمعرفة برامجه والحكم على قراراته.
أدخل الرئيس دماء جديدة وأخرى قديمة في مزيج ربما أراد منه أن يبني جسرا بين خبرات سابقة وأخرى بعضها غير معروفة ما جعل هويتها عصية على القراءة بين حكومة تكنوقراط أو حكومة ذات توجهات سياسية فليس معروفاً عن بعض الوزراء الجدد ما إذا كان لديهم برنامج عمل معين قد حل في محل برنامج الحكومة السابقة ، لكن معرفة ما إن كانت الدماء الجديدة مجرد دماء أو أنها تحمل برامج ستحتاج الى مئة يوم لا تخلو من النقد ولا تتوقف خلالها المتابعة.
الوزراء الداخلون إلى الحكومة لا يعرفون بعضهم بعضاً، ومن هنا فإن المئة يوم مهمة لأن يقرأ الوزراء بعضهم بعضا بما يحقق الإنسجام، وبخاصة بين أعضاء الفريق الاقتصادي الذي سيحتاج إلى تعريفه بالتحديات والأولويات ومنهم من سبق الوقت بتصريحات حول المراجعة ضمن تخصصاتهم ولما يتسنى لهم بعد الدخول بالتفاصيل.
المهمة التي وضعتها الحكومة أولا هي التعامل مع أصداء أزمة الضرائب والأسعار وهي التي جاءت على أنقاضها وفي المقدمة مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد الذي شهد معركة شرسة كان القانون فيها وقوداً لحركة احتجاجات أدت الى إستقالة الحكومة السابقة وبالتالي سحب المشروع من مجلس النواب.
بعد كتاب التكليف القوي على الإسراع في عملية الإصلاح الإقتصادي فهي لم تأت لبناء شعبية فارغة ولو أنها تظن ذلك وهي فرصة إما أن تدخل التاريخ بصفتها نقطة تحول أو يكون مرورها عابرا ,والرئيس يعرف أن الشعبية رخيصة والمسؤولية ثقيلة، وأن المماطلة على وقع هتافات وشعارات منحتها زخما لا تفيد ، وأن عليها أن تواجه المصاعب بجرأة.
الرأي العام إختصر المئة يوم في يوم واحد وما بقي هي المهمة الأصعب بالحصول على الثقة النيابية التي لا شك أنها تأثرت بردود فعل الرأي العام وهي بالمناسبة ستحسم في خلال المائة يوم .