
عماد المرينة بني يونس
نتفاجأ بين الفينة والأخرى بقرارات وزارية غير مدروسة ، تطيح بنا أو تكاد ، ويبدو بأن وراء هذه القرارات ما وراءها من تخبط لم نعد نفهمه .
فلقد طالعتنا الأخبار المحلية قبل أيام ، بأن وزير الصحة قد أحال للتقاعد واحد وخمسون طبيب إختصاص ، من ملاك وزارة الصحة ، وهذا رقم صعب أن يستغنى عن خدماته دفعةً واحدة ، وذلك للأسباب التالية :
هؤلاء الأطباء قضوا خدمتهم في وزارة الصحة ، وأبوا أن يخرجوا من الوزارة كما فعل البعض ، فمن الأجدر بالوزارة أن تبقيهم على رأس عملهم كمتخصصين ، للإشراف على الحالات الطبية النادرة ، وتدريب غيرهم من الأطباء المقيمين ، وبعد ذلك يتم إحالتهم أولاً بأول .
هؤلاء الأطباء هم المحور الرئيس للميدان في وزارة الصحة فإذا ما ذهبوا دفعةً واحدة ، حلّ مكانهم شواغر عدة لا يستطيع أي طبيب ملئ الشاغر حتى وإن كان طبيب مقيم .
ما ذنب المستفيد من التأمين الصحي ، بعد إفراغ الوزارة من أطباء الإختصاص ، ومن الذي سيتحمل عناء المشترك ودفع فواتيره في القطاع الخاص.
لا قيمة للتأمين الصحي دون أطباء اختصاص ، وفيما يخص نزلات البرد والإنفلونزا ، فأي مواطن يستطيع معالجة نفسه بنفسه .
ألم تفكر وزارة الصحة قبل اتخاذ قرارها بكيفية ملئ الشواغر أم أنها ستستعين بأطباء اختصاص على نظام العقود .
هذه الخطوه الجريئة غير المدروسة ، سترحب بخصخصة وزارة الصحة ، وكل ذلك على حساب المواطن .
هناك قوائم أخرى لم يفصح عنها بعد ، وستخرج قريبًا ،علمًا بأن بعض الأطباء ممن تنطبق عليهم شروط التقاعد ، لم يحالوا للتقاعد ، لغاية في نفس يعقوب.
ختاما :
جسم الإنسان يصاب بالمرض والوهن ، عندما لا يستطيع جهاز المناعة مقاومة الفيروس الداخل عليه ، وهذا ما سيحدث تماما عند إفراغ وزارة الصحة من متخصصيها.