
فايز عضيبات
في خضم الحديث عن التنمية المتوازنة والعدالة في توزيع الفرص، كثيرًا ما يُغفل دور حيوي يستطيع أن يُحدث فارقًا ملموسًا على مستوى المحافظات، وهو دور الصحفي .
الصحفي في المحافظة ليس مجرد ناقل أخبار أو مراقب من بعيد هو ابن المكان، يعيش تفاصيله، ويشهد على تحدياته اليومية. يعرف طرقه المحفوفة بالمطبات، ومدارسه التي تحتاج صيانة، ومراكزه الصحية التي تعاني نقص الكوادر. يعرف الناس بأسمائهم وهمومهم، ويكتب عنهم ليحمل صوتهم إلى من يملكون القرار.
رغم هذا القرب والاطلاع، غالبًا ما يُستبعد الصحفي في المحافظات من مواقع التأثير الفعلي. لا يُستشار حين توضع الخطط التنموية، ولا يُدعَم حين يُطلق تحذيرًا مبكرًا من مشكلة قادمة. في المقابل، نجد أن بعض المجالس المحلية والاستشارية تعج بأسماء لا تمتلك هذا العمق المعرفي بالميدان.
ما الذي يمنع أن يكون للصحفيين في المحافظات مقعد دائم في مجلس المحافظة لماذا لا يُنظر إليه كشريك تنموي، لا كمجرد مراقب.
توسيع دور الصحفي في هذا السياق استثمار في معرفة متراكمة. وهو إضافة نوعية لأي نقاش محلي جاد حول الاحتياجات والأولويات. وجوده يثري الحوار، ويضمن أن تبقى المشاريع متصلة بالناس لا مفروضة عليهم.
اعتقد ان على الحكومة أن تنظر للصحفيين في المحافظات كأصل من أصول المجتمع، يُدعمون لا فقط ليكتبوا، بل ليشاركوا في التخطيط والمساءلة. من خلال تكييف الأمر مع واقعنا، فنعطيهم فرصة ليكونوا ممثلين لمجتمعاتهم لا مجرد شهود عليها.
وأرى انه آن الأوان للنظر إلى الصحفي في المحافظة بعين مختلفة لا فقط كصاحب قلم، بل كصاحب رأي وخبرة ومصلحة عامة. وهذا الدور يبدأ من إعطائه مساحة داخل مجالس القرار المحلي، ليكون شاهدًا ومشاركًا في نفس الوقت