
الإعلامية شذى سنجلاوي
في لحظة استثنائية تجمع بين قوة الموقف وعمق الرسالة الإنسانية، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين خطابًا تاريخيًا أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، حمل خلاله ضمير أمة بأكملها، متحدثًا بجرأة وصدق عن معاناة شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني وأهل غزة.
جلالته، الذي تحدث بلسان القائد المدرك لجسامة المسؤولية، وجّه نداءً صادقًا إلى العالم لتحمل مسؤولياته تجاه ما يشهده أهل غزة من معاناة يومية جرّاء الاحتلال والحصار، مؤكدًا أن صمودهم ليس مجرد مقاومة للاحتلال، بل دفاع عن أبسط حقوق الحياة الكريمة.
بكلمات اختزلت ألم الغزيين وصبرهم، قال جلالته:
“إن أهل غزة يعيشون ظروفًا لا يمكن وصفها، حيث تتحول حياتهم إلى سلسلة من المعاناة والحرمان، ومع ذلك، فإنهم يثبتون للعالم يومًا بعد يوم أن الكرامة الإنسانية لا تُقهر.”
لم يكن خطاب الملك مجرّد تعبير عن التضامن، بل كان صرخة مدوية باسم كل من يتوق للحرية والسلام. دعا جلالته المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب أهل غزة، مشددًا أن استمرار الحصار والجرائم المرتكبة بحقهم ليس مجرد اعتداء على حقوقهم، بل هو وصمة عار على جبين الإنسانية.
وأضاف جلالته أن الأردن سيظل، رغم كل التحديات، داعمًا ثابتًا لأهل غزة وللقضية الفلسطينية ككل، مؤكدًا أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق دون رفع الظلم وإنهاء الاحتلال، ومشددًا على أن القضية الفلسطينية ستبقى جوهر الصراع في المنطقة وأساس استقرارها.
وفي رسالته إلى المجتمع الأوروبي، حثّ جلالته على اتخاذ خطوات ملموسة تضع حدًا للمعاناة، وتعيد الاعتبار للعدالة التي طال انتظارها.
لقد كان خطاب الملك عبدالله الثاني شهادة حية على أن الأردن، رغم صغر حجمه، يحمل قضية أمة، ويدافع عن كرامة الإنسان في كل مكان، لتبقى رسالة جلالته صوت الضمير الذي يوقظ العالم من صمته.