
كمال زكارنة
في زمن عزت فيه المواقف،وفقد فيه الرجال ودفنت الكرامة،وتبدلت وتغيرت الثوابت والمباديء،واستدار الكثيرون نحو الاعداء،وتمرد وتغطرس العدو ،وطغى وتكبر وتجبر، واجرم وجوع وقتل ودمر وهجر،وضم الارض واستوطن،وما يزال يهدد بتنفيذ الخطوة الاخيرة ،التي تمكنه من اقامة الدولة اليهودية احادية القومية على ارض فلسطين التاريخية،خطوة التهجير الجماعي للشعب الفلسطيني من الضفة الغربية المحتلة شرقا نحو الاردن.
انه الاجراء الاخطر،فهو ترحيل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ونقل المشكلة الى الاردن،وتصفية شاملة للقضية الفلسطينية،ومحاولة بائسة لضرب الاشقاء ببعضهم البعض، والمحتل يستمتع بالمشاهدة من بعيد.
لكن الاردن كان واضحا ومباشرا ،عندما اكد ان اي تهجير للشعب الفلسطيني الى الاردن ،يعتبر بمثابة اعلان حرب على المملكة وسوف نحارب،وقالها جلالة الملك عبدالله الثاني غير مرة ،كلا للتهجير كلا للتوطين كلا للوطن البديل ،واكدها وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي في عدة لقاءات ومناسبات محلية وخارجية ،وهذا موقف رسمي وشعبي اردني عام ، يرفض التهجير، كما انه موقف فلسطيني ايضا.
لقد حارب الاردن اسرائيل ثلاث مرات بشكل مباشر على الارض الاردنية،في الاعوام 48 و 67 و 68 ،وخارج الاراضي الاردنية عام 73 ،ولدى اسرائيل خبرة وفكرة كافية عن الجيش العربي الاردني.
اعلان نتنياهو قبل ايام عن نواياه التوسعية والعدوانية، لاقامة مملكة اسرائيل الكبرى على حساب الدول العربية ،تحت قيادته وتحويل بعض دول المنطقة الى ولايات تابعة لمملكته الوهمية المزعومة،وتكثيف الاعتداءات على المسجد الاقصى المبارك ،وعلى المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية،وضم مناطق سي ،التي تشكل واحد وستين بالمئة من مساحة الضفة،واستعدادات ادارة الاحتلال لتزويد المواطنين الفلسطينيين بالهويات الاسرائيلية البرتقالية ،كلها مؤشرات خطيرة واجراءات عملية على الارض ،في سياق المخطط التوسعي الاسرائيلي لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى.
الموقف الاردني بقيادة جلالة الملك لا لبس فيه ولا تردد،فهو ثابت ومبدئي لا يقبل التغيير ولا القسمة،الرفض المطلق لتهجير الشعب الفلسطيني من ارضه ،والتصدي لأي مساس بالسيادة والاراضي والحدود الاردنية واستقلاله،ورفض اية حلول احادية الجانب على حساب الاردن.
الاردن الاقرب الى فلسطين ،والخطر الصهيوني ماثل امام الجميع ،ولا بد من اعلان موقف عربي جماعي موحد،يؤكد دعم الاردن والوقوف الى جانبه في وجه التهديدات وفي حال تعرضه لأية مخاطر،وتمتين وتلاحم الجبهة الداخلية الاردنية.