
أ. عمار البوايزة
آرامُ
عُصْفُـــورةَ العُمْرِ إنَّ الّليْـلَ ما خَفَقَـا … إلا وَكُنْــتِ شُعَـــــاعَــاً مِنْــهُ ينَبَثِــقَـا
والعُــشُّ يَبْكيْــكِ مِنْ شَــوقٍ وَمِنْ ألَمٍ … لا طَافَ صَوْتُكِ في الأنْحَاءِ أو طَرَقَا
الــدَّارُ عَطْشَــى إلى أنْغَامِــكِ زَمَنَـــاً … وَمَهْــــدُ حُبِّــكِ في رُؤْيــاكِ قَـدْ عَلِـقَا
صَـدَى المُسَــافِـرِ في عَينيـكِ أتعَبَــهُ … حَــرفٌ يُغَنِّي وفي النَّــاياتِ مُخْتَنِـــقَا
ظَمْــــآنُ يَشْــربُ قافِيَـــــةً فَتُسْكِــرُهُ … لَيَتَ القَـــوَافِي يَلِـدْنَ النُّــــوْرَ والألَقَــا
إنِّي أرَاكِ سِــرَاجَـاً حِـيْنَ يَخْطُـفنِــي … بَعْضُ الظّــلامِ ويأتِي الحُــلْمُ مُـؤتَلِــقَا
فَأُعانِقُ الّليْــلَ مِنْ وَقْعِ الخُطَى وَجِلاً … لا سَارَ طَيْفُــكِ في الآفــــاقِ مُنطَلِــقَا
وأسألُ البَــدْرَ والأفْــلاكَ فِي شَغَــفٍ … مَنْ قَالَ أنَّ صَبَـــاحَ العِيْــدِ ما انْبَثَقَا؟!
فَكَأنَّ وَجْهَكِ في قَلْــبِ الدُّجى قَمَـــرٌ … يُضِيءُ مِنِّي فَنَـــاءَ العُمْـــرِ والحَــدَقـا
وكَأنَّ فِي خَــــدِّكِ البَسَّـــامُ أشْــرِعـةً … تُسَـــابِقُ المَــوجَ والإعْصَـارَ والغَـرَقَا
هَبَّتْ أحَاسِيْـسُ رُوْحِي مِنْ نَسَائِمِـهَا … والسَّعْــدُ مِنْ طَـوَفَـــانِ الدَّمْــعِ قَدْ دَفَـقَا
تُضَاحِكُ الوَقْتَ في لَعِبٍ وفي طَرَبٍ … صَفَــــيرُ بُـلْبُـــــل فِــي الآذانِ يَتَّسِـــقَا
وَتَمْسَحُ الحُزْنَ عَنْ أكْتَافِ عَاصِفَتِي … وَتَسْتَعِيْـــدُ مِن الأحْشَــــاءِ ما احْتَــرَقَـا
فَأخَالُهَــا وَبَريْـــقُ النُّـــوْرِ يَحْرُسُهَـا … فَجْــــرَاً يُعَـــانِـقُ مِنْ أنْــــوَارِهِ الفَـلَقَــا
أمْشِـي وإيّـــاهَا والآمَــــالُ تَحْمِلُنَـــا … مُسَــافِـرَيْنَ مَــدَى الأحْـــلامِ مَا افْـتَرَقَا
آرامُ يا سَلــــوةَ الأيَّــــــامِ يا لَهَـفِـــي … إنَّ الجَمَــــالَ بِلا عَيْنَيْـــكِ مَا صَـــدَقَـا
يا مَاضِيَ الفَــرَحِ المَوْجوعِ يَا غَــدُهُ … يا شَهْـدَ عُمْـــرِيَ والدَّحْنُـــونَ والعَبَقَــا
آرامُ حَسْبُـــكِ أنَّ القَلـــبَ مِنْ أمَـــلٍ … نَادَى عليكِ جِــــدارَ البَيْــتِ والطُّــرُقَـا