بلال أبو الهدى
لقد صادقت الولايات المتحدة الأمريكية قادة الصهاينة منذ اكثر من قرنين وساهمت بشكل قوي في إنشاء وطن قومي لهم مع بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية. ودعمت أمريكا دولة الكيان في مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة طيلة السنوات الماضية حتى يوم الإثنين الموافق 25/3/2024 عندما وافق مجلس الأمن بجميع اعضائه وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت. وقد أحجمت الولايات المتحدة هذه المرة عن استخدام حقها في استخدام حق النقض (الفيتو ) لرفض قرار وقف إطلاق النار على قطاع غزة في مجلس الأمن. وهذا التصرف من قبل أمريكا أثار حفيظة قادة دولة الكيان وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث ألغى زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجا على امتناع الأخيرة عن التصويت لصالح دولة الكيان بإستخدام حق النقض الفيتو. لقد ألحقت (تصرفات قادة دولة الكيان في حربها على قطاع غزة منذ اكثر من خمسة شهور دون تحقيق أي هداف من أهدافها المعلنة عسكريا وسياسيا) أضرارا فادحة في أمريكا سياسيا واقتصاديا وماليا محليا واقليميا ودوليا. لقد إستخدمت أمريكا سابقا حق النقض الفيتو في عدم الموافقة على وقف الحرب على قطاع غزة في مجلس الأمن وأدى ذلك إلى إتهام الرئيس بايدن كما صرح بنفسه أنه إضطر للكذب لإرضاء قادة الكيان وأتهم بأنه قاتل الأطفال وأنه الداعم للإبادة العرقية في قطاع غزة … الخ. نعم، كما قيل: للصبر حدود على تجاوزات قادة الكيان التي لا حدود لها وقد نفذ صبر قادة أمريكا بل وقادة العالم على تلك التجاوزات. ألم يأن لرئيس وزراء الكيان وفريقه الوزاري أن يقتنعوا بأن لا فائدة من إستمرار الحرب على قطاع غزة وحان الوقت لتحكيم العقل والمنطق والرضوخ للأمر الواقع وإيقاف الحرب. ووضع أيديهم بأيدي قادة وسياسيي حركة حماس وحركات المقاومة الأخرى والموافقة على حل الدولتين الذي طالب بها وما يزال يطالب بها جلالة الملك عبّد الله الثاني منذ سنين في المحافل الدولية. وبصراحة لا نريد أن نضع كلام في فم الرئيس الأمريكي جو بايدن ونقول: ومن نكد الدنيا على بايدن ان يرى عدوا له (نتنياهو) ما من صداقته بدو، ومن نَكَدِ الدُنيا على الحُرِّ أَن يَرَى عَدُوّاً لهُ ما من صَداقتِهِ بُدُّ، وانكدُ منهُ صاحبٌ لَستَ عالماً، بهِ هل هُوَ الخِلُّ الوفيُّ أَمِ الضِدُّ، وانكدُ من ذَينِ امرؤٌ مُضمِر الأَذَى، على وَجهِهِ بردٌ وفي كِبدِهِ وَقد.