عيسى محارب العجارمة
صياغة البيان الثقافي الهاشمي هو مشروعي الادبي الفلسفي الديني النهضوي الخاص حيث نذرت قلمي له منذ قبل بمناسبة 10 سنوات ، وهو ما ادين الله عليه بعرصات يوم القيامة وما على الرسول الا البلاغ .
فالخسارة الجسيمة للاردن الهاشمي ملكا وجيشا وشعبا – وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره -بشهادة المقدم الركن الطيار المقاتل عايد احمد نصار الدعسان الدعجة رحمه الله التي آلمتني أشد الالم – ولكنها ارادة الله ومشيئته – استحضر كلمة جلالة الملك الحسين المعظم – رحمه الله – في حفل تخريج دورة جديدة من طياري سلاح الجو يوم 1/3/1982 .
وانا لا اعرف تاريخ تخريج دورة الشهيد الدعجة ، ولكن ما لا شك فيه ان تاريخه العسكري المشرف من تاريخ حصوله على الجناح الخاص بنسور سلاح الجو الملكي الاردني ، قد ترصع اليوم بوسام الشهادة من الدرجة الخاصة ، ملتحقا بصفوف شهدائك يا وطني والقائمة تطول بدون ذكر الاسماء كالشهيد فراس العجلوني والشهيد موفق السلطي والشهيد معاذ الكساسبة رحمهم الله جميعا.
أزعجني خبر قبل اسبوع على قناة العالم الايرانية بقدر ما اسعدني عن تسليح بعض الجيوش الخليجية الشقيقة والجيش المغربي الهاشمي الشقيق بمبلغ 7 مليارات دولار من أمريكيا ، فأنا افرح لفرح الاخوة المغاربة في مملكتهم الهاشمية المغربية الشقيقة بروح صوفية تعشق الرسول واله اينما حطت رحالهم .
لكنني اعتب على اخوتنا بالخليج خصوصا الامارات والكويت والسعودية لعدم تسليح الجيش العربي الاردني وسلاحه الجوي كسابق العهد بهم فهذا السلاح عدتهم لايام الشدة ورأس الحربة بالدفاع عن القدس والمقدسات .
كما اطالب الحكومة العراقية الشقيقة بالمشاركة بتجهيز سلاح الجو الملكي الاردني بالسلاح الحديث والمتطور من طائرات وشبكة دفاع جوي روسية وامريكية وحتى الدول الصديقة مثل اليابان والمانيا وجمهورية ايران الاسلامية الشقيقة – برغم الشقة والخلاف المصطنع مع العرب – لابل واطالب منظمة التحرير الفلسطينية بهذا الامر والخطب الجلل .
فكل قطعة غيار فني لطائرات هذا السلاح هو بمثابة غطاء جوي للمنظمة والشعب الفلسطيني الشقيق وهم ادرى ببواطن الامور اكثر من غيرهم حينما تقع الواقعة ، واقول لمن يمولون الارهاب بالسر والعلن من بعض الدول العربية واغنياءها ان تمويل واعداد سلاح الملكي الاردني هو فرض وواجب شرعي لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد .
ومن كلمة الحسين العظيم تلك أقتبس كلماته البليغة الخالدة حيث يقول رحمه الله :- ان هذا يوم جديد من الايام الخالدة في حياة وطننا العزيز الغالي موضع الامل والثقة المطلقة والرجاء ، الذي تخرج فيه عدد من شباب الوطن وجنده لينضموا الى زملائهم واخوانهم في سلاح الجو .
ليؤدوا دورهم في الدفاع عن الارض الغالية التي نفتديها بالمهج والارواح – كما صنع البطل الدعجه رحمه الله – والذين سبقهم على الطريق الطويل من سبق من الافواج المتتالية من ابناء الاردن .
ويتابع الحسين رحمه الله :- ان الطريق طويلة امامنا ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه وبعزم الشباب واخلاص الرجال – وعلى رأسهم شهيدنا الغالي المقدم عايد الدعجه رحمه الله – سنصل الى اهدافنا بعون الله ، اهداف ابائنا واجدادنا الذين سبقونا على الطريق الطويل ولا بد ان نؤدي الواجب المقدس والامانة التي نحملها في اعناقنا جميعا ونحن صف واحد ومسيرة واحدة وغاية واحدة وهدف واحد نحو الاجيال الاتية لا في الاردن فحسب وانما في كل الوطن الكبير الذي ثار ابناؤه ورفعوا فيه الراية عالية دائما وابدا ، راية الثورة العربية الكبرى .
واضاف جلالته رحمه الله: سيكون لنا الشرف ان نؤدي دائما واجبنا على اكمل وجه – كما جاد بروحه الغالية البطل الدعجه رحمه الله وكل شهدائنا الابطال – في الدفاع عن كل الارض العربية والحق العربي وسيعود الحق الى اهله واصحابه وتعود الارض المغتصبة العزيزة المقدسة بعون الله ان عاجلا أو اجلا .
واكد جلالته رحمه الله عن ثقته بحتمية انتصار الحق طالما ان الهدف نبيل فلا بد ان نصل الى الاهداف والغايات . وقال ان صلتنا وثيقة بالماضي ونعي حقيقة ومعنى واجباتنا ومسؤولياتنا نحو الاجيال الاتية .
وأضاف جلالته رحمه الله أن شعار الجيش العربي سيظل عاليا على الهامات ، هامات الرجال ، وسيبقى سلاح الجو الملكي الاردني في الطليعة في استعداده وفي عطائه في كل الظروف والاحوال .
واعرب جلالته عن اعتزازه باعضاء الاسرة الاردنية ومنتسبي القوات المسلحة الاردنية قادة وضباطا وضباط صف وافراد .
الى هنا انتهى الاقتباس من كلمتك الخالدة يا حسيننا الخالد في قلوبنا وضمائرنا ما حيينا نحن جنودك الذين ما خذلوك وعلى رأسهم شهداء سلاح الجو الملكي الاردني الابطال الرجال الرجال وسيبقى هذا السلاح في الطليعة كما اردت له .
فالقدس تنتظر وعلى موعد مع بطولات الجيش العربي الخالدة ، والمعركة بين عصابات بني صهيون ونظامنا الوطني العربي الهاشمي تشتد سعيرا وعنوانها اليوم الرعاية الهاشمية للقدس والمقدسات وحرب البطل الهاشمي عبدالله الثاني الصامتة مع نتنياهو ما كانت لتشهد كل هذا الضغط على الاردن الهاشمي والاردنيين لولا قوة بأس سلاح الجو الاردني وجيشنا العربي البطل ولشهدنا – لا قدر الله – اجتياح المدن والبلدات الاردنية كما حصل في اجتياح لبنان عام 1982 على يد شارون الجزار ومناحيم بيغن وخاب فأل النتن ياهو .
سلاح الجو الملكي الاردني هو قرة عين الشعب الاردني ومليكه المفدى ، وكلمات الحسين الخالدة في عام 1982 ستبقى صالحة لكل زمان ومكان ضمن محاور الصراع العربي الصهيوني الممتد عبر التاريخ المعاصر، فشهادة المقدم عايد الدعجة هي ترسيخ حي لتلك الكلمة النبراس وهي عصارة تضحيات الشعب الاردني عبر تاريخه المشرف وتضحيات الجيش العربي الاردني الهاشمي على اسوار القدس وغيرها من بطاح فلسطين ولا بد من صنعاء وان طال السفر يا ابناء العم اللئام من يهود وصهاينة .
عام 1982 كانت منظمة التحرير الفلسطينية بدون غطاء جوي تخوض حربها مع يهود ، حيث خذلها النظام السوري ولم تحرك صواريخ سام ساكنا تجاه مقاتلات سلاح الجو الاسرائيلي فاستطاع شارون ان يغير خطته المبنية على طرد الفلسطينيين لمسافة لا تتجاوز 40 كم من جنوب لبنان .
ولكن لعدم وجود ند في الاجواء العربية غره الغرور وركب رأسه واجتاح بيروت ، حيث كان سعد صايل رئيس اركان منظمة جيش التحرير الفلسطيني يرسل الوفود الى اوروبا الشرقية للحصول على السلاح فمنعه الاتحاد السوفييتي ذاك الامر حتى وصلت الامور نهايتها السوداوية بمذبحة صبرا وشاتيلا على يد مليشيات الكتائب المارونية وهو فصل قذر من تاريخ العروبة ما ذكرناه الا للتدليل على اهمية الغطاء الجوي وسلاح الجو في المعارك الحديثة .
مشكلة الاردن الهاشمي بالاعلام الذي آل على نفسه ان يتطرق لقضية شغب الملاعب – رغم اهميتها – اكثر الف مرة من المرور العابر على شهادة البطل الدعجه .
فشهادته المؤلمة وصورة ابنه اليتيم وسمو الامير فيصل بن الحسين يقبل رأسه ومراسم الجنازة المؤثرة على شاشة التلفزيون الاردني قد اعادتني للمربع الذي تربيت فيه جنديا اردنيا مؤمنا اشد الايمان بعظمة الاردن الهاشمي بالسراء والضراء.
وها انذا أسوق كلمات هذه المقالة عربون العزاء لقيادة سلاح الجو الملكي والجيش العربي وعطوفة رئيس هيئة الاركان الفريق الركن محمود الفريحات والشعب الاردني من شتى اصوله ومنابته ، وعزاء خاص وشديد اللهجة لمقام مولاي جلالة سيدي القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني سليل الدوحة الهاشمية وارث الرسالة المحمدية كابرا عن كابر.
وعزائي لسيدي سمو الامير فيصل بن الحسين- راعي جنازة الشهيد بقلب يعتصره الالم وبقسمات وجه تنبي بطهارة قلب الحسين العظيم- ورفاق وزملاء الشهيد وابنه الغالي محط الامل والرجاء لاتمام رسالة والده البطل واشقائه الطيبين وكافة عشائر الدعجه الكرام الذين ورثوا الاخلاص للوطن كما كل الاردنيين ، راجيا بالختام ثواب الفاتحه لروح الشهيد البطل المقدم عايد الدعجه رحمه الله فقد أدى واجبه على أكمل وجه ضمن مسيرة الثورة العربية الكبرى ورسالتها الخالدة .
كما اتقدم للامة الاسلامية جمعاء بالتهنئة والتبريك بمناسبة ذكرى الاحتفال بعيد المولد النبوي الذي بذكره نعطر كلمات هذا المقال وانتهزها فرصة للطلب من مدير الافتاء العسكري سماحة العالم المجاهد العميد الامام الشيخ غالب الربابعه بالاحتفال بهذا المولد الشريف من خلال كوادر المديرية من الائمة المجاهدون وكل ضمن اختصاصه .
وبالتعاون مع المؤسسة الاجتماعية والاقتصادية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ومديرها الشهم اللواء الركن طيار محمود ارديسات فكل محافظة يوجد بها نوادي للضباط المتقاعدين وهي الاجدر بهذه الاحتفالية الكريمة الهامة المقدسة وذلك لربط قلوبنا نحن اخوانكم المتقاعدين العسكريين بذكرى هذا النبي العربي الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم لنكون عاملين ومتقاعدين اسما ومسمى الجيش المصطفوي بأذن الله كما اراد الحسين العظيم فاخرجوا المارد من قمقمه يا جنود حضرة الرسول .