ايمن الشبول
وجــــوه غريبـــة …
وجوه غريبة بأرضي السليبة . تبيـع ثمـاري وتحتل داري . وأعرف دربي ويرجع شعبي . إلى بيت جدي … فلسطين داري ودرب انتصاري …
تكاثرت الوجوه الغريبة المستهدفة للإنسان العربي وللأرض العربية ، وكلنا شاهد السنة العرب كيف أصبحوا أهدافا” مشروعة” للمجرمين وللغرباء ، وتجرأت عليهم كثير من الوجوه الغريبة في هذا العالم الغريب … !!!
الوجوه الغريبة في فلسطين لا تخفى على أحد ، ولكن الوجوه الغريبة في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية هي خلطة متشابكة ومعقدة ؛ ولكن ما بجمع بينها هو : سعيها المتواصل لقتل وإبادة الإنسان العربي … !!!
الوهن والنشرذم والضعف العربي دفع السنة العرب ثمنه وفي أكثر من دولة عربية ؛ فالسنة العرب تتاوب على إحتلالهم وعلى قتلهم غرباء كثيرون من هذا العالم ؛ والسنة العرب مغلوبون على أمرهم وليس لديهم القدرة التي تؤهلهم لمواجهة الغرباء الساعون لاحتلالهم وإخضاعهم … لذلك وجدناهم يصفقون ؛ وعلى مضض ؛ لوجوه غريبة كثيرة دخلت لإحتلال بلادهم … !!!
وهذا ليس سوى ترحيب الباحث عن الحياة بين الموت ، ترحيب الساعي للنجاة وسط حملات القتل المبرمج والإبادة … إنه ترحيب المسكين والأعزل بمن ملك القوة ولا يرحم … !!!
أكثر من بلدة وقرية عرببة سنية في العراق وسوريا ، تناوب على احتلالها وخلال شهر واحد فقط ؛ ثلاثة واربعة من الجيوش والمليشيات والحركات … !!! وهذا الواقع المتبدل لمنطق القوة ؛ اضطر العرب السنة للتصفيق لمن احتل بلدهم بعد صرعه لخصمه …!!!
بعصهم رحب بقوات النظام السوري في فترة معينة ، ثم رحب بالمعارضة السورية المنتصرة على النظام ؛ ثم رحب بداعش بعد طردها للمعارضة … ثم رحب بالمليشيات الكردية بعد طردها لداعش … !!! والأمرر نفسه تكرر في العراق ولكن بوجوه محتلفة ؛ … وهكذا إستمر السنة العرب بالترحيب وبالتصفيق لكل الوجوه الغريبة المتعاقبة عليهم وعلى بلادهم … ؛ ليس نفاقا منهم ولكنه ترحيب المسكين والمغلوب على أمره … والمصيبة أن كل وجه غريب تعاقب عليهم ؛ انتقم منهم وبتهمة العمالة لمن سبقوه بإحتلالهم … ! وينسي الغريب الجديد بأن العرب السنة يعشقون الكرامة وبالفطرة ؛ ولو كانت لديهم القوة الكافية ؛ لتصدوا للمحتل الجديد ولقاوموا الغرباء السابقون واللاحقون وأخرجوهم أذلة … ولكن العرب ااسنة مغلوبون على أمرهم ؛ ولا حول لهم ولا قوة … !!!
وجوه غريبة في أرضي السليبة تبيع ثماري وتحتل داري ( فلسطين داري ؛ سوريا داري ؛ العراق داري ؛ اليمن داري ؛ ليبيا داري …. ؛ الوطن العربي داري ) ؛ ودرب إنتصاري .
رحم الله شاعرنا : سليمان العيسى ؛ كتب قصيدته وكانت فلسطين في مخيلته السليبة … ؛ كان اليهود وحدهم الغرباء … ولكننا اليوم أمام خلطة معقدة ومتشابكة من الوجوه الغريبة … وأمام بلاد عربية كثيرة سليبة ؛ ولا حول ولا قوة إلا يالله …