رقيه القضاه
وانّك لعلى خلق عظيم ))
انبعث الصادق الأمين في بطاح مكةوشعابها داعيا إلى الله بإذنه ،ورحمة منه لعباده ،وانبرت القلوب القفل والانفس الشح ،والألسن الراعفةقدا وغيظا ،تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصفة بكل سوء،فمن كاهن وساحر ،إلىمجنون وشاعر وهم في قرارة نفوسهميعلمون انه الصادق الأمين،ويتنزل القرآن مشيدا بخلقه العظيم ،مقررا أن الحسد الذي تحمله القلوب الصدئة هو الذي يطلق الألسنة القذرة لتشتم المصطفى الطاهر الكريم ،
ويهاجر النبي الى المدينة وفيها المنافقين واليهود والمشركين،وقد غدت الكوكبة المؤمنة فيها قوية مهيبة الكيان ،فيزداد الحاقدون حقدا ويطلقون سهام الغمزواللمزوالاذى نحو الرسول صلى الله علي وسلم تكرارالما حدث في مكة
وتمتد الألسن الحاقدة تشحنها العقول الخرقاء ، تمتد بالهجاء والحط من شأن التغيير الجديد، والفكر الوليد ، والصفحة الانسانية الجديدة المشرقة ،فيقوم الخطباء بدورهم ويتالق الشعر لآلىء في عقود منظومة بحبل الله ، انه سحر البيان ، وجميل المعنى ،انها العقيدة التي اطاحت بما سواها من المعتقدات ،وأحالتهارمادا لا أثر له في القلوب التي زكاها اهلها بالتوحيد ،وصقلوها بالحب الخالص لرسولهم الحبيب ، فانطلقت الألسن الذاكرة تمتدح الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو له اهل ، وتمجد الدين الحنيف بما يحمله من قيم ورحمات ، وتخرس تلك الألسن الافعوانية الحاقدة ، ويسر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يرى البلغاء من اصحابه والشعراء المبدعين يستخدمون موهبتهم بذكاء في الذب عن عرض رسولهم صلى الله عليه وسلم ، ويدافعون عن عقيدتهم ،ويقر هذا المنهج في اصحابه ، بل ويدعوهم الى التوسع في استخدامه، وهاهو حسان بن ثابت يقف طودا ادبيا وبلاغيا شامخا ، ينافح عن الله ورسوله ويحظى ، بوسام قل نظيره [ان روح القدس لايزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله] ، ويستمر التكريم حتى ينيبه الرسول صلى الله عليه وسلم في اجابة اهل الضلالة عنه فيقول له[اجب عن رسول الله] ويكون التكليف الرفيع وقودا لإبداعات ظلت على مر الأيام محطات دفاع عن رسولنا وديننا وعقيدتنا ،[ أنا لها يارسول الله والله مايسرني به مقول بين بصرى وصنعاء] ويبدع الشعراء من قلوبهم وتتالق كلماتهم درا ولألاء ونور .
انه الأخذ بكل مجالات التبليغ والنصرة ،والطرق على كل أبواب الإرتقاء كلها معا ،وكلها بنفس الأهمية ،وكلها بذات التأثير، فاذا أردنا ان نتخلص من حالة الشرذمة والضعف والتمزق الفكري، وحالة الإتهامات المتبادلة وإسقاط الخطأ أحدنا على الآخر، فانه لابد لنا من اعادة النظر في منهجية الرد والإجابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمحيص الوقائع ودراسة المنهج التبليغي التوحيدي الجامع الموحد في ذلك العهد الزاهر المشرق ، الذي حسن تبليغه وبدع أداؤه، وخلص لوجه الله عمله وجهاده ،وحتى صار الواحد فيه يحمل لواء الإجابة الشافية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و لكي يصبح كل منا أهل للرد والإجابة والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أن ترتقي مراقي الهدى ونحث الخطا إلى ذروات الجهاد بنوعيه الأصغر والأكبر
[محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ]