د. عزام عنانزة
منذ نشأة هيئة النزاهة ومكافحة الفساد تنفيذا للرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى حكومة الدكتور عدنان بدران في 26حزيران من عام 2005م، إيمانا من جلالته بأهمية وجود هيئة مستقلة معنية بمكافحة الفساد وتعزيز الوقاية منه والتوعية بمخاطره. فجاء إنشاء هذا الصرح ليتطلع بمسؤولياته في بيئة تفشى فيها الفساد بكافة ألوانه.
ومنذ ذلك التاريخ وحديث الكثير من المواطنين إن لم يكن غالبيتهم يتمحور حول قضايا الفساد ووجوب محاربته والتصدي له، كونه أصبح ظاهرة مستفحلة يعاني منها الكثير من المواطنين، وتنعكس آثارها السلبية على المجتمع برمته، في جو يسوده الشعور بفقدان الثقة بمؤسسات الدولة من قبل المواطنين.
إلا أن السياسة التي انتهجتها هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ومنذ تولي رئيس الهيئة الحالي عطوفة الباشا ‘محمد العلاف’ رئاسة الهيئة هي سياسة الباب المفتوح لكافة المواطنين لتقديم تظلماتهم للهيئة بشكل مهني محترف حيث يتم من خلال مديرية المظالم في الهيئة متابعة كل شكوى على حدا من خلال الاعتماد على معلومات دقيقة وموثقة يتم التدقيق فيها والسير نحو تفحصها واتخاذ الإجراء اللازم بحق كل تظلم. إذ إن وجود مديرية المظالم خلفا لديوان المظالم سابقا وعملها في رفع الظلم عن الكثير من المواطنين أدى إللى استعادة الثقة في الإدارة العامة والدولة ومؤسساتها.
إن المتابع لبعض تظلمات المواطنين يجد أن جنودا مجهولين يعملون ليل نهار لمتابعة تظلمات المواطنين المختلفة وقد اثبتت الهيئة نزاهتها وقدرتها على التصدي للفاسدين بغض النظر عن مكانتهم الوظيفية، وغرورهم بأنهم ربما يُفلتُوا من المحاسبة والعقاب فكانت الهيئة بطواقمها لهم بالمرصاد.
فالتحية كل التحية لرئيس الهيئة الذي لا يكتفي بالإشراف على بدايات التظلمات بل يتابعها حتى النهاية وإحقاق الحق وإنصاف المظلوم كما حدث في أكثر من حالة يعرفها كاتب هذا المقال جيدا وكما هو معروف لدى الكثير من المواطنين المهتمين والصحفيين وذوي العلاقة والشأن في محاربة الفساد بأن الهيئة أعادت الاعتبار لجزء كبير من هيبة الدولة ومصداقيتها عندما كادت أن تصبح في مهب الريح.
إنني أدعو ومن على هذا المنبر أن يتم دعم هذه الهيئة بكل ما تحتاجه من طواقم وتشريعات وغيرها لتمكينها من الاستمرار في أداء واجبها حتى يشعر المواطن بأن هناك مؤسسات حقيقية لا يقوم عملها على الفزعة أو اللحظية بل هو عمل يتم توطيده وتعزيزه بالقول والعمل وعندها سوف ينام المواطن قرير العين حين يشعر بأن الدولة جادة في محاربة الفساد، إن الهيئة تقوم بالكثير من الجهد المحمود وحققت الكثبر من قصص النجاح فالمطلوب منها إيصال كافة هذه القصص من النجاح إلى أكبر شريحة من شرائح المجتمع لأن معرفة قصص النجاح سوف تساعد الكثير من المواطنين المظلومين على التواصل مع الهيئة وتقديم تظلماتهم من ناحية أخرى فسوف تساعد الهيئة نشر ثقافة الشفافية والمساواة وعدم الخوف من اللجوء للهيئة، وأن المواطن محصنٌ بحكم القانون وله الحق في شكاية المؤسسات والأفراد كما هو الحال في الهيئة.
إن الهيئة لا تخدم المواطنين المتظلمين فقط، بل هي أكبر صمام أمان للنظام السياسي برمته فالعدل أساس الحكم وكما أننا نفخر بقضائنا فإننا أصبحنا وبحمد الله نفخر بمؤسسات رديفة للقضاء رغم كل ما أصاب السلطة التشريعية والتنفيذية والإعلام من ترهل وفقدان الثقة بهذه المؤسسات من قبل المجتمع برمته.
فتحية إجلال وإكبار إلى العاملين في الهيئة فهم كالشموع يحرقون أنفسهم في سبيل الإضاءة للآخرين، فكان عملهم وجهدهم النزيه بصيص أمل في نفق كاد أن يكون مظلماً.
إن وجود مديرية المظالم خلفا لديوان المظالم سابقا وعملها في رفع الظلم عن الكثير من المواطنين أدى إللى استعادة الثقة في الإدارة العامة والدولة ومؤسساتها
‘ومن لا يشكر لا يشكر الله’