
ينال البرماوي
مستغرب تقليل البعض من أهمية تحقيق انجازات في العديد من القطاعات الحكومية يرون أنها متواضعة ولا يجوز أن تعلن أو تسجل لصالح المسؤول الذي حققها في لحظة عدم ادراك منهم لأهمية تلك المنجزات وأثرها المباشرة على حياة المواطنين من ناحية توفير خدمات أساسية وتجويدها وتخفيف الأعباء عنهم، وخاصة اذا ارتبط الأمر بالصحة والتعليم ومشروعات تولد فرص عمل وتحد من البطالة وتسهم في إحدات الأهداف التنموية المطلوبة وخاصة في المحافظات والمناطق النائية وجيوب الفقر.
مهم جدا أن نرى تسريعا لانجاز مستشفى حكومي مضى عليه سنوات طويلة في مأدبا، وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية الحكومية في عدة مناطق، أو تحويل مشروع من صناعي الى تنموي يلائم جرش وميزاتها الطبيعية والسياحية واحتياجات المجتمع المحلي، واقامة مشاريع مختلفة بحسب طبيعة كل منطقة وما الى ذلك.
ومهم أكثر أن تقلص مدة انتظار المواطن للتصوير الاشعاعي والطبقي في كافة المناطق من عدة أشهر وربما تزيد على نصف سنة، نتيجة لزيادة كفاءة وقدرة أقسام الأشعة في المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية الشاملة المعدة لذلك؛ ما يرتقي بمستوى الخدمات الصحية ويخفف الأعباء المالية والنفسية عن المواطن والبعض يضطر للاستدانة وبيع ممتلكاته للمعالجات الطبية في القطاع الخاص نظرا لتأخر خدمات صحية أساسية ومنها صور الأشعة كمتطلبات أساسي لتشخيص معظم الحالات المرضية.
كما أن أحد أسباب ارتفاع كلف الانفاق على التعليم في الأردن يعود الى الاكتظاظ في المدارس الحكومية وحاجة بعضها الى الصيانة والترميم وبالشكل الذي يوفر بيئة تعليمية مناسبة، وبالتالي معالجة هذه المشكلات وغيرها في القطاع التعليمي؛ ما يقلل انتقال الطلبة الى المدارس الخاصة وانخفاض العبء المالي على الأسر الأردنية.. ما ينتج عن زيارات رئيس الوزراء الى مختلف المناطق بشأن تحسين البيئة التعليمية وغيرها من الخدمات والاحتياجات التنموية خطوات سيترتب عليها العديد من الآثار التنموية خلال الفترة المقبلة.
من يحاول التقليل من تلك الانجازات لا شك أنه بعيد عن الواقع فهو وذووه لا يراجعون مثلا مسشتفيات حكومية ولا يرسلون أولادهم الى المدارس العامة وأوضاعهم المادية تسمح له بذلك وهذا من حقهم ولا أحد ينكره عليهم ولكن ضرورة استحضار معاناة المواطن المادية وحاجته الى الخدمات الحكومية وتحسينها في الصحة والتعليم والنقل والمرافق الشبابية وغيرها.
زيارات رئيس الوزراء الى المحافظات ومختلف المناطق وآليات المتابعة ضمن فترات زمنية يفترض البناء عليها والاستفادة مما تحقق من نتائج حتى الآن لجهة الارتقاء بالأداء العام والتفاعل الميداني مع احتياجات المواطنين والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم في في كافة القطاعات، وأن يتم مأسسة العمل الميداني وربطه بأهداف ومخرجات واضحة ومحددة والتقييم المستمر، وهذا ما يريده المواطن، ويسهم في تقليص الفجوة مع الحكومات المتعاقبة.