ماجد عبد العزيز غانم
لكل من يشكك بأن المواطن الأردني لم يعد أغلى ما نملك عند ولاة أمرنا ، لا أملك إلا أن أقول لهؤلاء سامحكم الله كفاكم تجنيا على هذا الوطن وولاة أمره ، فالمواطن ما زال فعلا أغلى ما نملك فعلا .
لِمَ هذه الضجة ، ماذا يعني قتل الحمارنة والجواودة على يد صديقنا الصهيوني ، فالأول طبيب ونحن لدينا فائضا يزيد عن حاجتنا من الأطباء ، لذلك فموته يفسح المجال ليعمل طبيب آخر بدلا عنه ، وأسرته أيضا لن تخسر شيئا فراتبه التقاعدي ستحصل عليه مبكرا ، أما بالنسبة للجواودة فهو ما زال في صغيرا في السن وبقائه يشكل عبئا ماديا كبيرا على كاهل أسرته فالجامعة والزواج وغيرها من أبواب الإنفاق عليه قد أغلقت بمقتله وهذا بحد ذاته مكسب لأسرته .
ماذا يعني مقتل القاضي زعيتر على يد صديقنا الصهيوني !! هل نضب مخزوننا من القضاة ؟ هل توقفت المحاكم لدينا عن العمل ؟ بالتأكيد لا بل على العكس لدينا من خريجي القانون ما يكفي الوطن العربي كاملا من القضاة ، حتى أن محكمة العدل الدولية تستعين بقضاتنا أليس عون الخصاونة أردنياً ، أيضا مقتله أفسح المجال أمام الحكومة لتعين بديلا عنه ، وكما أسلفنا فراتبه التقاعدي يصرف لأسرته ولم يتغير عليهم شيئا .
ماذا يعني مقتل ابن الكرك العمرو في ساحة الأقصى على يد صديقنا الصهيوني ! هل نَقصُ فردٍ من عشيرة العمرو سيقلل من مكانتهم ؟ طبعا لا فمقتله بهذه الطريقة ربما خفف عليهم الكثير من النفقات بشأن جنازته وعزاءه ، فنحن شعب متكاتف وبالتأكيد فإن أبناء الكرك وقفوا وقفة لن تنسى مع عائلته من الناحية المادية ، أما لو كان توفي في فراشه فلربما أصيبت أسرته بوضع مالي سيء فنفقات العزاء كبيرة كما قلت سابقا .
ثم ماذا يعني أن يقتل الجراح على يد أصدقائنا الصهاينة !! هل خسارة شرطي ستؤثر على عمل جهازنا الأمني ؟ طبعا لم يحدث هذا ، فأنا اعلم أن ربع الشعب الأردني إذا لم يكن نصفه يبحث عن واسطة صباح مساء لكي يلتحق بسلك الشرطة ، إذا فتعويضه تحصيل حاصل ، وبذلك تكون الدولة قد أفادت أسرة جديدة ماليا بعد تعيين بديلا له عداك عن استمرار راتبه التقاعدي.
بصدق أنا لا أرى سببا مقنعا لهذه الضجة في وسائل الإعلام ، فالذين قتلوا على يد أصدقائنا الصهاينة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ، وحتى لو كان عددهم يتعدى المائة فأنا لا اعتبر أننا خسرنا شيئا ، ففي حوادث السير لدينا يقتل أضعافهم سنويا ، وانتم تعلمون أعزائي ما تسببه حوادث السير من خسائر فادحة على الاقتصاد الوطني ، وأنتم بضجيجكم هذا ستتسببون بزيادة حجم الخسائر على اقتصادنا الوطني ، فمن الذي سيزودنا بالغاز إن امتنع أصدقائنا الصهاينة عن تزويدنا به ؟ أيضا المانجا إلا تعلمون فوائدها الصحية للإنسان ! من سيصدرها لنا أن غضب أصدقائنا الصهاينة بسببكم .
قد يقول بعضكم أن الوطن خسر اقتصاديا بمقتل هؤلاء ، لا يا سيدي وطننا لم يخسر شيئا فالضرائب التي كانت تُجبى ممن قتلوا لم ولن تؤثر على اقتصادنا فحكوماتنا الرشيدة فطنة لهذا الجانب فقد زادت الضرائب أضعافا مضاعفة ، ودليلي على ذلك بسيط جدا فعلبة سجائري الرخيصة زادت بمعدل 50% خلال السنوات الثلاث الماضية !
أما لمن يقول أن أصدقائنا الصهاينة اعتدوا علينا وخسرنا بسببهم عددا من المواطنين ، جوابي له أخي الكريم هل نسيت أن أحد مواطنينا قتل منهم سبعة فتيات بحجة أنهن سَخرنَ من صلاته ؟ إذا فنحن من بدأ بالاعتداء وبحسبةٍ بسيطة نحن المنتصرين ، أيضا نحن في الأردن تعدادنا يفوق التسعة ملايين نسمة فهل نَقْصُ هذا العدد ممن قتلوا يستدعي كل هذه الضجة .
وهناك أمر في غاية الأهمية الم تستيقظوا هذا الصباح على خبر إذعان أصدقائنا الصهاينة لمطلبنا بإزالة البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصى صحيح أنهم استبدلوها بكاميرات متطورة ولكنهم أذعنوا !! وهنا لا أريد أن يخرج أحدكم وينظر علينا من الناحية الدينية ويذكرنا بحديث نبينا الكريم عندما قال ( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم المسلم ) فالأقصى لا يحتاج تنظيركم ولربما كان هذا الحديث غير صحيحا !!
وهنا أصل لأمر ربما غفل عنه مفتعلي هذه الضجة هل نسيتم أن نسائنا ولادات ! إن كنتم نسيتم فحكوماتنا لم ولن يفوت عليها هذا الأمر وهي قادرة على تعويضهم وبطريقة مفيدة وغير مسبوقة على مستوى العالم ، فالأمر بسيط وكل ما يتطلبه هو أن تقطع الكهرباء عن مدننا وقرانا ليلة واحدة وسترى الفائدة التي سيجنيها بلدنا ، فمن جانب قمنا بتوفير نفقات الطاقة التي كانت سَتُهدر هذه الليلة ، ومن جانب آخر وهو الأهم أننا سنستقبل بعد تسعة أشهر آلافا من المواليد الجدد وكله بسبب قطع الكهرباء في تلك الليلة .
أرأيتم أعزائي أنكم كنتم مخطئين بظنكم السيئ بولاة أمركم ، أحسنوا الظن فأنتم الرعية ولن تكونوا أكثر فهما ودراية بمصالحكم من راعيكم ، وسيبقى الإنسان أغلى ما يملك ولاة أمرنا !!!