د.عبدالمهدي القطامين
في بلادنا الكثير من الاحاديث والحكايات التي تدمي القلب فواقع الناس المعاش اصبح محاصرا بالضنك ويبدو ان الاثرياء ايضا في الوطن لا ينظرون ابعد من فلسهم ودولارهم وبورصتهم ولا يرون ان للمجتمع البائس عليهم حقا وواجبا وان اشاحوا عنه فجريمتهم لا تغتفر .
اليوم كنت في شركة مياه العقبة اجالس نبيل ابو تايه مدير مكتب المدير العام ومدير الموارد البشرية في الشركة وابو تايه الذي يشكل دينامو الشركة يشكل ايضا الوجه الحسن لكل قادم ارهقته فاتورة مياه او حاجة او عملا بات ابعد من الحلم نفسه …دخلت امرأة بدوية من اطراف محافظة العقبة ربما تجاوزت في العمر ٧٠ عاما وكانت تصرخ وتنهمر دموعها بحثا عن فرصة عمل لابنها لكنها تؤكد انها لن تجدها لانها لا تمتلك الواسطة سوى الله …
وتلك والله اجمل الواسطات وارقاها واقربها الى باب السماء ….المسنة لم يقف وصفها عند حالتها فقط حيث امضت كما قالت عمرها في خدمات متقطعة لا تطعم جائع ولا تقيم اوده فاصابها السرطان ثم ان لها ابن معاق واخر استطاعت ان تدخله كلية مجتمع ليساندها في الحياة فتخرج من كلية الشوبك لكنه ما زال امامها في منزل متهالك …ووظيفته باحث عن العمل .
اعرف الكثير من المسؤولين ينزعجون اذا سمع صوت صراخ مواطن او مواطنة ويحتمون بالامن وباغلاق الابواب باقفال محكمة بعيدا عن ضجيج الدنيا في نفوس عاندها الدهر وجافاها واوغل فيها الفقر والمرض معا .
عودة للنبيل نبيل الذي استقبل المرأة المتهالكة وطلب لها القهوة ومسح دمعها وطمأنها ان ولدها في ايد امينة وان اسم ولدها سيكون له الاولوية حين يفتح باب التشغيل بأي شغل كان …وكان ان نزع خوفها ولهفتها واعاد لها بعضا من روحها المضطربة .
حالة هذه المرأة المتعبة هناك مثلها الكثير ادرك ذلك وادرك ايضا ان مثل نبيل ابو تايه قلة باتوا ووجب حين نراهم ان نشير اليهم .
وهنا اشير الى كل الاصدقاء على صفحتي مسؤولين واغنياء ستكون ابواب السماء مفتوحة لكم على مصراعيها ان التفتم الى هذه الحالة فهي ابدا لا تستجدي لكنها تطلب عملا لولدها الذي يحمل دبلوم انتاج نباتي من كلية الشوبك
ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس .