بلال أبو الهدى
خلق الله ملك الموت بمواصفات وقدرات وإمكانات وأدوات خاصة متقدمة تكنولوجيا ربانية جدا للغاية (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الاسراء: 85)) للقيام بمهمته وهي قبض أرواح مخلوقات الله جميعا عند نومهم (كيفية ذلك لا يعلمها إلا الله) وعند انتهاء أجالهم (تسحب أرواحهم من القدمين إلى الحلقوم والرأس (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ، فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ، تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (الواقعة: 83-87))، وذلك عندما يأمره الله بتنفيذ عمله الموكل له (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (السجدة: 11)). وبالطبع له مساعدين يأتمرون بأمره ويعملون وينفذون أوامره تلقائيا وبشكل موازي، مثل جهاز الحاسوب الضخم جدا الذي يعمل في وكالة الفضاء الأمريكية والذي له عدد لا يعد ولا يحصى من المعالجات التي تعمل على التوازي وخصوصا في حالات قبض أرواح الأشخاص بعدد جماعي أو كبير أو كبير جدا مثلما حدث في اليابان في الحرب العالمية الثانية في حالتي القنبلتين النوويتين اللتان القيتا على مدينتي هيروشيما ونجازاكي. ومثلما حدث في حرب الخليج الأولى والثانية وحرب السابع من اكتوبر 2023 على قطاع غزة حتى تاريخ كتابة هذه المقالة ونشرها (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (الأنعام: 60 و 61)). ويكأن ملك الموت زوده الله بجهاز حاسوب رباني ضخم جدا للغاية له شاشه يرى من خلالها مواقع الكون بأكمله وفق السموات السبع والأرضين السبع وما فيهن وبالخصوص الأرض وما عليها (على سطحها وفي باطنها). وله عدد من المساعدين من الملائكة لا يعدوا ولا يحصىوا ويتغير عددهم تلقائيا وفق الأمر الرباني، وفق الأحداث العالمية من حروب وكوارث طبيعية (هزات ارضية، فيضانات، براكين، خسف … الخ) ويأتمرون بأمره لقبض ارواح بني آدم بشكل فرادى أو جماعات بالمئات أو بالآلاف أو بالملايين والله أعلم. وقد لخص الله الفرق بين الميتة الصغرى وهي النوم والميتة الكبرى وهي الوفاة (لأنه يكون الإنسان أو أي مخلوق من مخلوقات ربنا قد استوفى حقه مما كتب له الله من رزق (أرزاق) في الحياة الدنيا في الآية (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر: 42)).ش