كتب : الصحفي ليث الفراية
في أحلك الظروف، وأشد اللحظات التي يمر بها الوطن، يظهر الرجال الحقيقيون الذين يُراهن عليهم لحفظ الأمن وصون الكرامة الوطنية، رجال لا تغريهم المناصب ولا تستهويهم الأضواء، بل يشقّون طريقهم بثبات نحو الواجب، متمسكين بالحق، واضعين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ومن بين هؤلاء الرجال يبرز اسم معالي الباشا مازن الفراية، وزير الداخلية، رجل الدولة والميدان، الحازم الصلب الذي لا يلين.
معالي مازن الفراية، ابن المؤسسة العسكرية التي صقلته وزرعت فيه قيم الانضباط والولاء والانتماء، تدرج في المناصب الأمنية والعسكرية حتى غدا أحد أبرز الشخصيات التي يُشهد لها بالكفاءة والقيادة. حاصل على تعليم عسكري وأمني متقدم، وذو خبرة طويلة في مجالات الأمن والدفاع الوطني، إضافة إلى تمتعه برؤية استراتيجية متقدمة تتوافق مع طبيعة المرحلة ومتطلباتها.
لم يكن اختيار مازن الفراية لمنصب وزير الداخلية مجرد قرار إداري، بل كان ترجمة لحاجة الوطن إلى شخصية قوية حاسمة، تستطيع أن تدير ملفات الأمن الداخلي بكل حكمة وصلابة. تولّى الوزارة في وقتٍ كثرت فيه التحديات؛ من ملفات أمنية حساسة، إلى محاولات التشويش على هيبة الدولة، فكان أهلًا للمسؤولية، ومثالًا للرجل الذي يضع الوطن أمام كل شيء.
تعامله مع الأزمات كان نموذجًا في الحكمة والانضباط. فلم يتهاون في فرض القانون، ولم يسمح لأي فئة أن تعلو فوق سلطة الدولة. كان صريحًا مع الشعب، شفافًا في مواقفه، ميدانيًا في حضوره، لا يختبئ خلف المكاتب، بل يتقدم الصفوف، يشارك رجال الأمن في تفاصيلهم، ويقف على أرض الواقع بشجاعة نادرة.
عرفه الأردنيون بلقب “السيف القاطع في وجه خفافيش الظلام”، وهو وصف لم يأتِ من فراغ، بل من واقعٍ فرضه بأسلوبه الحازم في التعامل مع كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المملكة. لم يجامل في الحق، ولم يرضخ لأي ضغوط، بل وقف بوجه العابثين، وواجه المثيرين للفتن، وقطع الطريق على كل من يحاول زعزعة استقرار الأردن، سواء من الداخل أو الخارج.
هو ليس فقط رجل أمن، بل رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يجيد فن التعامل مع المتغيرات، ويفرض حضوره بثقة دون ضجيج. قراراته دائمًا مدروسة، تصب في مصلحة المواطن والدولة، واضعًا سيادة القانون أساسًا لا حياد عنه.
من المواقف التي تجلّت فيها شخصيته الحقيقية، ظهوره المستمر في المواقع الحساسة والميدانية، متفقدًا الأوضاع عن قرب، يتابع تفاصيل كل حدث بنفسه، يدير الأزمة من موقعها، ولا ينتظر تقارير مكتبية. هذه الصفات جعلت الأردنيين يثقون به، ويشعرون بوجود رجل أمين على أمنهم وسلامتهم.
لقد زرع هيبة الدولة مجددًا، وأعاد التأكيد أن الأردن لا يُدار من خلف الكواليس، بل من ساحات الميدان، حيث العمل الحقيقي والتواصل مع الناس.
ورغم الحزم الذي يُعرف به، فإن معاليه لا يغفل الجانب الإنساني، ويتعامل مع المواطن الأردني كجزء من عائلته الكبيرة. يحرص على تطبيق القانون بعدالة، ويستمع للناس، ويتفهّم احتياجاتهم، مؤمنًا بأن الأمن لا يتحقق بالقوة فقط، بل بالعدالة الاجتماعية والتواصل الدائم بين الدولة والمجتمع.
في وقتٍ يتغيّر فيه الكثير، ويهتز فيه الثبات عند البعض، يبقى مازن الفراية واحدًا من الثوابت الوطنية التي نعوّل عليها، ورمزًا من رموز السيادة والهيبة الأردنية. هو ليس مجرد وزير، بل حارس أمين على بوابة الأردن، يقف شامخًا في وجه الرياح، ويمتشق سيف القانون ليقطع به يد كل عابث.
سيبقى معالي الباشا مازن الفراية رمزًا للثقة، ووجهًا من وجوه الشجاعة الأردنية، وصفحة ناصعة في كتاب الرجال الذين لا تنكسر إرادتهم، ولا يخضعون إلا لنداء الوطن.