حمده الزعبي
كانت لمتنا الرمضانية اليوم الخميس الموافق 20 آذار 2025 في بيت أخي أ.د. معارف كئيبة جدا وناقصة .. افتقدنا عميد عائلتنا العم – الوالد- يوسف الهربيد الزعبي الذي رعانا وترعرعنا في بحر ثقافته وأفكاره التقدمية والسابقة لعصره الذي عاش فيه.
ثمة أيام تمر وتمر ، رحل العم يوسف قبل قرابة أربعة شهور، يوم السبت الموافق 23/11/2024 .. بيد أنه يرافقنا ويسكننا أينما وجدنا وحيثما اتجهنا .. حنيته الممزوجة بالصرامة وقوة الشخصيه وسرعة الملاحظة والبديهة .. وكلماته ورقةِ تعامله معنا ومع أبنائنا واحفادنا لن ننساها.
ديدنه حب اسرته ومعاملة الجميع سواسية دون تمييز .
عاملنا كلانا أنا وشقيقتي عيده – بنات اخيه علي رحمه الله – بكل محبة وسعة صدر، كان لنا الصدر الحنون والناصح الصائب لكل خطوة في حياتنا .. علّمنا خير تعليم ، ربانا خير تربية، رعانا خير رعاية .. نشأنا جميعًا، كلانا وأخوتي – من صلبه – ثلاثة أخوة ذكور وأخت واحدة ( المحامية سلام) في بيئة سليمة وخصبة.
زرع فينا بذور الوعي ومحبة الاخرين.
حفزنا باكرا للدراسة والنجاح .. للقراءة والمطالعة والتثقيف الذاتي بشراء الكتب الأدبية والثقافية والمجلات العلمية والصحية.
تعرفنا إلى عديد المجلات العربية – المصرية والكويتية والسورية واللبنانية – في بيتنا في الستينات والسبعينات.
فقرأنا في أول خطوات شبابنا اليانع مجلة طبيبك وطبيب العائلة ومجلة العربي والاسبوع العربي والمصور وسيدتي.
احتضنت مكتبتنا البيتبية المتواضعة كتب الفلسفة لكولن ولسن وسارتر حول الوجودية وروايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي وطه حسين ومحمد عبد الحليم عبدالله، الى جانب الروايات العالمية: ” الأم” لمكسيم غوركي و”الجريمة والعقاب” لدستايفسكي و”كيف صقلنا الفولاذ” لاستروفسكي و”السلام” لتولستوي.
كنا يوميا أيام المدرسة -الاعداية والثانوية – نجلس بعد فترة الغداء، على شكل حلقة تثقيفية، يقرأ لنا من جريدة الجهاد أو القدس – لا أذكر بالضبط_ زاوية بعنوان:”قضية اليوم” من أروقة المحاكم العربية، اغلبها مصرية، نتشوق ونتسابق بشغف كبير لسماعها .
يقرأها لنا ويناقشنا بها ويوضح لنا المشكلات التي تدور حولها وأسباب الجرائم فيها، ثم يستخلص النصائح منها ليسديها لنا.
نفتقدك ونشتاق لك ولتحلقنا حولك في امسياتنا الرمضانية خلال زياراتنا لك في بيتك .
نعم رمضان هذا العام كان ناقصا وجودك بيننا .. كئيبا كسيرا وحزينا..رحمك الله يا عمي وأحسن مأواك وغفر لك.
الصورة المرفقة لاحدى لماتنا الرمضانية والعم يوسف ” أبو معارف” بيننا .
رحمك الله يا عمي وأحسن مأواك وغفر لك .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
جزيل الشكر لأخي معارف وزوجته نسيم مراشدة الزعبي ولأفراد اسرته جميعا في لمة اليوم .. الله يديم روابط الود والأخوّة والمحبة بيننا، ويجعل بيتك عامرا على الدوام .