أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
سنة الله في خلقه منذ الأزل، أن لكل بداية (لأي شيء خلقه الله في ملكوت السماوات والأرض) نهاية. خلق الله الأشياء كلها ثم بعد ذلك خلق سيدنا آدم وعلمه أسماء الأشياء كلها ليكون خليفته في الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 30 و 31)). فكان لكل رسول ونبي منذ سيدنا آدم حتى آخر رسل وأنبياء ربنا وخاتمهم رسول ونبي العالمين محمد بن عبد الله ﷺ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء:107))، بداية ونهاية. إمبراطوريات مثل الروم والفرس والعثمانيين كانت لهم بدايات ونهايات والتاريخ أرّخ كل ذلك ودرست وتدرس وستدرس في المستقبل، فهذه سنة الله في خلقه، لا ولم ولن يستطع أحد من مخلوقات ربنا مهما عظمت قدرته على تغييرها (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (الأحزاب: 62)). كانت بداية مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي انتهت في عام 1945 واستمرت الدول العظمى وهي بالترتيب أمريكا والإتحاد السوفياتي آنذاك وبريطانيا وفرنسا والصين في التحكم في شؤون العالم حتى وقتنا الحاضر بحق النقض الفيتو الذي تمتلكه في مجلس الأمن (الذي تكلمنا عنه في مقالة لنا سابقة) كما يشاؤون ووفق أهوائهم ومصالحهم الشخصية. إلا أن قواعد مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة وأنظمتها ومؤسساتها ومنظماتها المنبثقة عنهما زعزعت عدة مرات وأحدثها خلال الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير 2022 ولن تنتهي حتى وقتنا الحاضر وخلال معركة السابع من اكتوبر 2023 عندما إقتحمت قوات حماس القواعد العسكرية والمستوطنات في غلاف غزة وحتى تاريخ كتابة ونشر هذه المقالة. فنهاية مجلس الأمن والجمعية العمومية وأنظمتهما قريبة جدا مثلما انتهت سمعة جيش دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي الذي لا يقهر منذ السابع من اكتوبر 2023. والعالم أجمع على حافة الهاوية وسوف تنتهي أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المتغطرسة في العالم (وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (بس: 68)) وتبقى الغلبة لمن يؤمنون بالله واليو الآخر (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (المائدة: 69)).
1 تعليق
اياد الزبيدي
شكرا دكتور على هذا النشر المميز