اسعد العزوني
أصنّف نفسي دائما انني من أنصار وجود المؤامرة وربطها بكل حدث شاذ،وهذا ما جعلني عرضة على الدوام لهجوم المتآمرين الذين لا يرغبون بأن يسود إعتقادي في المجتمع ،حتى يخلو لهم الجو أن يبيضوا ويصفروا كالقبرة ،لا حسيب ولا رقيب.
لا أتنطح للأحداث إستعراضا هكذا ،بل أقوم بتمحيص الحدث قبل تصنيفه ،وفحص توقيته والإهتداء إلى أهدافه ،والسؤال عن المستفيد منه ،والمتضرر من حدوثه ،وهذا ما فعلته عند الغوص في جريمة إخطاف أمين عام ما يطلق عليها “منظمة مؤمنون بلا حدود”،الممولة إماراتيا والتي تعد الذراع الديني لإستخبارات الإمارات التي تناصب منذ الربيع العربي العداء لجماعة الإخوان المسلمين،وتتخذ من الرباط بالمغرب مقرا لها،ويعمل فيها أردنيون وفلسطينيون وسوريون من صيادي الفرص لتحقيق الكسب أي كسب ،مشروعا كان أو غير مشروع لا يهم.
بدأت القصة بالدعوة لمؤتمر يناقش “إنسدادات المجتمعات الإسلامية والسرديات الإسلامية الجديدة”، ولم توافق عليه وزارة الداخلية بناء على إتصال من النائب عن الحركة الإسلامية د.ديمة طهبوب،وعندما خاب مسعى الأجير قنديل ومن إستأجروه من المتصهينين ويدفعون له ،خططوا لجريمة حقيرة ،وهي خطفه يوم جمعة بعد الصلاة وتعذيبه وحفر عبارة “مسلمون بلا حدود “على ظهره ،إضافة إلى وضع مصحف على رأسه وإيهامه بأنه عبارة عن متفجرات.
لم يكن المجتمع الأردني تنقصه هزّات بعد الذي وقع في البحر الميت من أول شتوة علما أنني أبريء المطر من ذلك، ووقعت جريمة إختطاف قنديل علينا جميعا كالنيزك المتفتت المشتعل ،وشهدنا تنديدا واسعا بما فعله”الإسلاميون”!!! مع قنديل ،والغريب في الأمر أن وسائل التواصل الإجتماعي إشتعلت نيرانا موقدة ،تعبيرا عن رفضها للخطف والتعذيب،وبرز من بيننا علمانيون ودحلانيون جاهزون للإنقضاض علينا عند إطلاق صافرة إنذار أول إشاعة مدروسة وموجهة.
مذهل ما جرى إذ أن العلمانيين والدحلانيين ألغوا دور القضاء الأردني وحكموا على الإسلاميين بالجرم المشهود،وأثبتوا أنهم هم الذين إختطفوا الرجل وعذبوه ،وكان السؤال :لماذا يا ترى لم يقتلوه؟والأدهى أن التهم المعلبة وجهت من قبل العلمانيين والدحلانيين لكا من معالي وزير الداخلية سمير مبيضين لأنه منع عقد المؤتمر ،وللنائب عن الحركة الإسلامية د.ديما طهبوب لأنها إتصلت بوزير الداخلية وحرضته على إلغاء المؤتمر ،وللنائب ورجل القانون المخضرم صالح العرموطي الذين قولوه في البرلمان ما لم يقله ،وإتهموه بأنه قال أن مصير قنديل هو القتل،ولم يجدوا من يعاقبهم على هرطقاتهم وإثارة البلبة في الشارع الأردني المضطرب أصلا ،منذ قرار جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عدم تجديد عقد الباقورة والغمر لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية قبل نحو الشهر.
ما أغاظني ان كاتبا علمانيا دحلانيا كتب في إحدى الصحف العلمانية الدحلانية وصفا دقيقا لما جرى مع قنديل ،وكيف ان الخاطفين الإسلاميين إستخدموا الولاعة لحرق ظهره والحفر عليه “مسلمون بلا حدود”وكذلك كيف أرهبوه بوضع القرآن على رأسه على انه متفجرات ستنسفه لا حقا.
بعد إشعال حرائق الفتنة الموجهة من ريح الخارج فوجئنا ببيان للأجهزة الأمنية ينفي قصة الخطف من أساسها ويعلن أن الجريمة مدبرة شالرك فيها إبن اخته،وشهدنا إعترافات أولية منها أن قنديل سكر حتى ثمالة الثمالة بديلا عن التخدير ليتحمل ألم الحرق والحفر على جسده لزوم إتقان المؤامرة ،وتم إقتياد قنديل إلى السجن لقضاء أسبوعين على ذمة التحقيق ،الأمر الذي مثل صدمة ليس لأمثالنا الواقعيين ،بل لمثيري الفتن المكلفين من قبل المتصهينين العرب ،كي يلهبوا الشارع الأردني ويسرقوا ألأضواء ويحولوا الإهتمام عما يجري في ديار هؤلاء المتصهينين الذين يحصدون الفضائح وسنشهد إقتيادهم للمحاكم الدولية عما قريب إن شاء الله .
جاءت هذه الجريمة المدبرة والمدفوعة من قبل الدحلانيين والعلمانيين والموساد الإسرائيلي ،في وقت حرج ودقيق يحقق فيه الأردن إنجازات دولية مهمة ،وأولها تسلم جلالة الملك عبد الله بن الحسين لجائزة “تمبلتون”عالية الشأن في مجال الوئام الديني وحوار الأديان والعيش المشترك،وإلقائه كلمة سامية جامعة في الحضور النوعي حول الأوضاع في الأردن والإقليم بشكل عام ،وتركيزه على القدس وإرتباط الأردنيين بها ،وأهمية الوصاية الهاشمية عليها ريثما تعود لأهلها الفلسطينيين ذات يوم.
أما الحدث الثاني فهو توجه الوفد الحكومي الأردني برئاسة معالي الوزير باسل الطراونة إلى جنيف على رأس وفد رفيع المستوى لإلقاء تقرير موسع عن واقع حقوق افنسان في الأردن ،وإنشداد العالم من خلال وسائله افعلامية لمسرحي واشنطن حيث يتواجد جلالة الملك،ومسرح جنيف حيث يستمع العالم إلى واقع حقو الإنسان.
هذان الحدثان المهمان كفيلان بإثارة حنق العلمانيين والدحلانيين الموجهين من قبل المراهقة السياسية المتصهية في الخليج،ومن ضمن الأهداف المرسومة أيضا إشعال فتنة لا يعلم الله كيف ستنتهي لو سمح للشيطان بإستعراض قرونه ،من خلال حرب اهلية بين افخوان والحكومة …..لكن الحقيقة بانت وإنكشفت وسلّم الله البلد والشعب،وفضح العلمانيين والدحلانيين المتربصين بنا شرا ،ولسنا بناسين تغريدة على تويتر لمغرد غمارتتي يدعى د.علي النعيمي إتهم فيها الإسلاميين في الأردن بانهم نفذوا جريمة خطف وتعذيب اقنديل…ماذا يعني ذلك؟.