
محمد الداودية
كفاح الشعوب من اجل الحرية والاستقلال والكرامة، لا يقاس بالمقاييس المحاسبية «راس براس وصاروخ بصاروخ».
الشعوب القادرة على التضحية والفداء والتحمّل، قادرة على النصر.
وتجربة الإنسانية بين يدينا تعلمنا ان كل شعوب العالم بلا استثناء، ضحّت وتحمّلت وطردت الغزاة والمحتلين.
دام احتلال فرنسا للجزائر 132 سنة. وزال !
ودام احتلال بريطانيا للهند 89 سنة وزال !
كفاح الشعب العربي الفلسطيني الدامي القاسي المرير منذ 100 عام (ولا اقول 100 سنة)، الذي تميز بالتضحيات المذهلة المتواصلة وقوافل من الشهداء والجرحى والاسرى، الذي لم ترتفع فيه الراية البيضاء يوما، هو كفاح النصر والحرية والاستقلال.
في عز دين صعود واكتمال النازية والفاشية التي احتلت اوروبا ودولا عديدة في قارات عديدة، برزت مقاومة الشعوب الضارية، التي كان ابرزها تضحيات شعوب الاتحاد السوفياتي التي وصلت الى 20 مليونا بين قتيل ومصاب.
وتم النصر على النازية وطرد الغزاة.
القائد البلغاري البارز جورجي ديمتروف
قال وهو يرى الى العالم في قبضة النازية: ان النازية ليست قَدَرا. وان الإحتلال ليس قَدَرا.
وكان انشاء الجبهة الوطنية البلغارية شرطه البسيط الوحيد لكنس الإحتلال.
وتم كنس الاحتلال وتحرير بلغاريا.
لا تختلف ممارسات وتفوق الإحتلال الصهيوني الراهن عن وضع النازية. مما يدعونا الى اشتقاق معادلتنا الخاصة:
الصهيونية ليست قَدَرا.
احتلال فلسطين ليس قَدَرا.
ان ما تم هو نصر في معركة واحدة في سياق حرب شاقة صعبة طويلة. ومثلما ان العدو الصهيوني سيستخلص الدروس والعِظات من تلك المعركة، ليتخفف من عيوبه واخطائه، فإن على قادة الشعب العربي الفلسطيني بكل الفصائل ان تستخلص الدروس والعظات التي تمكنها من مواجهة العدوان القادم.
فالنصر الذي تحقق كبير، وابرز ما اسفر عنه هو الكشف عن القدرات العلمية والعسكرية والأمنية الإبداعية الإبتكارية للفلسطينيين، رغم الحصار الخانق الطويل على غزة العظيمة.
فلا شيء لا شيء يمكن ان يقف في وجه تصميم الشعوب على نيل حريتها واستقلالها.
هذا ما تعرفه الحركة الصهيونية وتماطل في الإقرار والتسليم به، الى حين لن يكون طويلا.