وفاء خصاونة
احتفل العالم الاسلامي قبل ايام بذكرى المولد النبوي الشريف هذا النبي العظيم محمد بن عبد الله الذي أرسله الله إلى البشرية جمعاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ونشر الإسلام في أقصى بقاع العالم. وساتكلم في سياق حديثي عن ذكرى المولد النبوي الشريف عن خصلة اتصف بها الرسول وحث عليها فقد كان الرسول عليه أزكى الصلاة وافضل التسليم مثالا قدوة في صفة الصدق وقد لقب من قبل قريش الصادق الأمين وكانوا يستودعون رسول الله حوائجهم ويأتمنونه اشياءهم واسرارهم. كما شهد له بصدقه أكثر الناس عداوة له (النضر بن الحارث) وأكبر من ذلك شهادة رب العالمين على صدقه (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون).
لو نظرنا للمجتمع المحيط بنا قلما تجد الصادق الامين واذا وجد فإنه على عدد أصابع اليد. اتصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق وحتى في مزحه صلى الله عليه وسلم كان صادقا لا يكذب ابدا ولو حتى من باب المداعبة .أين نحن من الصدق وأين الصدق بيننا؟.متى سنتأسى برسولنا العظيم؟ انا اضع اللوم على الآباء في تربية ابناءهم وتنشئتهم على الصدق والأمانة وأخلاق الاسلام لان الطفل يولد على الفطرة فأول ما يفتح الطفل عينيه على الدنيا يرى والديه ويلاحظ تصرفاتهم ويعمل على تقليدهم فان كانوا صادقين نشأ على كلمة الصدق وقول الحق واما اذا كذب الوالدين امامه ولو عن طريق المزح قلدهم الطفل وتظل هذه الفكره في ذهنه وتشب معه حتى يشيب لان الكذب عادة مكتسبة وليست موروثة فمن واجب الوالدين تعليم ابناءهم الصدق والصراحة منذ نعومة اظفارهم وعدم ضربهم إن أخطأوا لان الضرب هو الذي يدفعهم للكذب خوفا من العصا فدور الاب اساسي في فتح باب الحوار مع اسرته وتخصيص جزء من وقته لارشاد اطفاله وتدريبهم على الصدق وتحذيرهم من الكذب فما قولكم بالاب الذي كان يتابع كأس العالم وعندما اتصل صاحبه طلب الاب من ابنه ان يخبره انه غير موجود . فلماذا الكذب وماذا نستفيد؟تعالوا نفتح صفحة جديدة بيضاء منذ اللحظة ونعاهد الله ان نترك الكذب ونكون صادقين مع أنفسنا ومع الاخرين حتى لو كان الكذب له مردود مادي فنعيم الاخرة يساوي الدنيا وما فيها .جدير بنا أن نتذكر مناقب الرسول الاخرى ونقتدي بها من خلال مذاكرة السيرة النبوية وتفحص ما جاء من صفاته عليه السلام.الصدق من أعظم الصفات التي يجب اتباعها حتى يكون المجتمع خاليا من الشوائب والكذب والنفاق ونعيش في سلام وأمان ووئام.